ذات صلة

جمع

الحوثيون يدخلون خط المعركة.. فهل تصمد إسرائيل على جبهة الجنوب؟

في تحوّل استراتيجي مفاجئ، أعلن الحوثيون في اليمن تنفيذ...

مأرب على مفترق خطاب.. هل يهيئ الإخوان الأرضية لتقارب مع الحوثيين؟

في واقعة أثارت استغرابًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية...

حرب الظل تخرج إلى العلن.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

في تحول خطير لحرب الظل الممتدة منذ سنوات، خرجت...

بوتين يدخل على خط النار.. مبادرة روسية لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

في تحرّك دبلوماسي مفاجئ، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...

قلق عربي.. هل تتحول المعركة الإسرائيلية – الإيرانية إلى نزاع إقليمي شامل؟

تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية...

مأرب على مفترق خطاب.. هل يهيئ الإخوان الأرضية لتقارب مع الحوثيين؟

في واقعة أثارت استغرابًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية اليمنية، فجر النقيب الإخواني محمد منصر الجمرة، الضابط في دائرة التوجيه المعنوي باللواء 203 مشاة التابع لقوات ما سمي بالشرعية في مأرب، موجة من الجدل، إثر تغريدة صادمة امتدح فيها أسلوب ميليشيا الحوثي في الحكم.

النقيب الجمرة، المحسوب على حزب الإصلاح – الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن – كتب عبر حسابه على منصة “إكس”: “الحوثي يصلح للحكم لأن صميله مشرق على الجميع، لا أحد يرفع رأسه، أما هؤلاء، فهم مجاملون وضعفاء”.

ولم تمر الكلمات مرور الكرام، إذ اعتبرت مؤشرًا خطيرًا على تحوّلات داخل بعض أجنحة الشرعية، ومحاولة محتملة لتطبيع الخطاب مع جماعة الحوثي التي تخوض حربًا دموية ضد الدولة منذ سنوات.

ردود فعل غاضبة.. اتهامات بالترويج للقمع والتخلي عن المبادئ

التغريدة قوبلت بعاصفة من الانتقادات، نشطاء وإعلاميون اتهموا النقيب الجمرة بتبرير القمع وتلميع صورة الحوثيين، بل والمساهمة في خلط الأوراق داخل جبهة الشرعية.

الناشط السياسي علي المقرمي كتب: حين يمتدح أحد ضباط الشرعية القمع الذي يمارسه الحوثي، فهذه ليست سقطة فردية، بل اختلال أخلاقي يستدعي المحاسبة.

الصحفي هيثم السعدي أشار، أن التغريدة ليست سوى إحدى تجليات مشروع خبيث داخل المؤسسة العسكرية يسعى لإعادة إنتاج الحوثيين كقوة طبيعية في اليمن، لا كميليشيا انقلابية.

تاريخ مشوش.. ولاءات رمادية تطفو على السطح

الجدل لم يقتصر على التغريدة فقط، بل امتد إلى ماضي النقيب الجمرة، حيث أعاد ناشطون نشر منشورات قديمة منسوبة له تعود إلى عام 2017، أظهر فيها مواقف داعمة لجماعة الحوثي، تحت ذريعة “الاستجابة لحالة التعبئة العامة” التي دعا لها الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وهذا السجل المزدوج أثار المزيد من التساؤلات حول حجم الاختراق داخل بعض وحدات الجيش، خاصة تلك المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، والتي يعتقد أنها تمارس سياسة براغماتية تتبدل حسب موازين القوى.

تحولات في الخطاب.. بين التقارب السياسي والانهيار الأخلاقي

توقيت هذه التصريحات لا يقل خطورة عن مضمونها، إذ تأتي في لحظة مفصلية تشهد فيها مأرب ضغوطًا متزايدة على المستوى الميداني، ومحاولات حثيثة من الحوثيين لاختراق البنية الداخلية للشرعية، عبر خطاب ناعم أو اختراقات إعلامية ونفسية.

ويرى مراقبون، أن هذا التحول في اللهجة يحمل في طياته نذر انزلاق خطير، يفتح الباب أمام تسويات غير نزيهة وتنازلات سياسية تغلف بعبارات “البراغماتية”، لكنها في جوهرها تبييض لانقلاب دموي أزهق آلاف الأرواح.

ما حدث لا يمكن فصله عن سياق أوسع يتم فيه اختبار حدود الانتماء داخل الجيش اليمني، وتطرح فيه أسئلة وجودية حول معنى “الشرعية” ومن يمثلها فعلًا.

spot_img