ذات صلة

جمع

حرب الظل تخرج إلى العلن.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

في تحول خطير لحرب الظل الممتدة منذ سنوات، خرجت...

بوتين يدخل على خط النار.. مبادرة روسية لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

في تحرّك دبلوماسي مفاجئ، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...

قلق عربي.. هل تتحول المعركة الإسرائيلية – الإيرانية إلى نزاع إقليمي شامل؟

تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية...

إيران تحت الضغط بعد الضربة الإسرائيلية: سيناريوهات الرد والتهديد بالحرب

بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة فجر اليوم الجمعة، التي...

حرب الظل تخرج إلى العلن.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

في تحول خطير لحرب الظل الممتدة منذ سنوات، خرجت المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى العلن، مع تبادل ضربات عسكرية مباشرة هي الأوسع منذ عقود، ما ينذر بانهيار قواعد الاشتباك التقليدية التي حالت دون صراع شامل في المنطقة.

فجر الجمعة، شنت إسرائيل هجمات جوية مكثفة على أكثر من 200 هدف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية ومقار عسكرية، وأعلنت مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، مؤكدة أن برنامج طهران النووي وصل إلى “نقطة اللاعودة”.

رد إيراني وتهديدات متبادلة

إيران، التي تنفي امتلاك أو تطوير أسلحة نووية، ردت بإطلاق عشرات الصواريخ نحو منشآت عسكرية إسرائيلية.

بينما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض غالبية الصواريخ، أفادت التقارير بوقوع أضرار جسيمة في منطقة تل أبيب، ومقتل ثلاثة أشخاص.

صباح السبت، أعلنت إسرائيل استمرار هجماتها، مستهدفة منصات صواريخ وأنظمة دفاع جوي إيرانية في العاصمة طهران ومناطق أخرى في الغرب والشمال الغربي.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن “طهران ستحترق” إذا استمرت الهجمات الإيرانية، مضيفًا: “الطريق إلى إيران أصبح معبّدًا، والمقاتلات تستأنف عملياتها”.

مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين

الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل شخصيات عسكرية بارزة، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، إلى جانب تسعة من كبار العلماء النوويين، بحسب ما أعلنته تل أبيب.

في المقابل، أكدت طهران مقتل ستة من علمائها النوويين، الجمعة، قبل أن تعلن السبت عن سقوط ثلاثة آخرين.

واعتبر الجيش الإسرائيلي، أن “تصفية هؤلاء العلماء تمثل ضربة استراتيجية لقدرة إيران على امتلاك أسلحة دمار شامل”.

هل تتهاوى خطوط الردع القديمة؟

يرى محللون، أن الضربات المتبادلة بين دولتين تفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر تمثل انهيارًا واضحًا لما كان يُعرف بـ”قواعد الاشتباك”، حيث ظلت المواجهات محصورة سابقًا في عمليات استخباراتية أو استهدافات غير مباشرة عبر وكلاء.

لكن انتقال المواجهة إلى الضربات المباشرة ينذر بحرب إقليمية أوسع، خاصة مع تهديدات نتنياهو بمزيد من التصعيد، وتصريحات وزير الخارجية الإيراني التي وصفت الوضع بأنه “إعلان حرب”.

واشنطن في المشهد.. دعم غير مباشر وتصعيد مرتقب

في خضم هذه التطورات، أعلن مسؤول أمريكي، أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية، فيما حذّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أن الضربات القادمة ستكون “أكثر عنفًا”، داعيًا طهران إلى “إبرام اتفاق” حول برنامجها النووي.

وكان من المقرر أن تُعقد جولة مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان، إلا أن مشاركة إيران باتت “غير مؤكدة” في ضوء التصعيد العسكري المستمر.

أزمة في الأفق وأسواق متقلبة

الهجمات المتبادلة تسببت في حالة فزع إقليمي، حيث ألغت شركات طيران عدة رحلات إلى الشرق الأوسط، وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر. وفي إسرائيل، لجأ السكان إلى الملاجئ، فيما نظّم إيرانيون تظاهرات في طهران دعماً للرد على “العدوان الإسرائيلي”.

المواجهة التي بدأت كحرب ظل استخباراتية باتت اليوم صراعًا مفتوحًا أمام العالم، ومع كل صاروخ يُطلق وكل منشأة تُستهدف، يبدو أن مسار العودة إلى التهدئة أصبح أكثر وعورة.

spot_img