تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، وسط جهود لاحتواء تداعيات الصراع المتصاعد منذ أيام.
لبنان يحذر “حزب الله”: لا لتوريط البلاد
في لبنان، ارتفعت حدة القلق الرسمي مع اتساع دائرة المواجهات بين إسرائيل وإيران، ووفق مصادر حكومية مطلعة، فقد أبلغت رئاسة الحكومة قيادة الجيش اللبناني بضرورة إيصال رسالة “واضحة وحازمة” إلى حزب الله بعدم الانخراط في التطورات العسكرية الجارية، ورفض أي عمل عسكري قد يؤدي إلى جر لبنان نحو حرب إقليمية مدمرة.
التحذير اللبناني يأتي في وقت يتعرض فيه جنوب البلاد لغارات إسرائيلية متكررة تستهدف مواقع تابعة لحزب الله، مما يزيد الضغط الشعبي والسياسي على حكومة تصريف الأعمال لتفادي سيناريو الانهيار الكامل.
تأهب في الشرق السوري ومخاوف من عمليات انتقامية
في الجانب الشرقي من سوريا، وعلى مقربة من الحدود العراقية، رفعت قوات التحالف الدولي من حالة التأهب تحسبًا لهجمات محتملة من الميليشيات الموالية لإيران.
ووفق مصادر محلية، فقد شهدت القواعد العسكرية الأميركية والبريطانية في الحسكة ودير الزور طلعات استطلاعية مكثفة، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.
وتقول مصادر استخباراتية: إن مخاوف حقيقية تحيط باحتمال تنفيذ هجمات انتقامية من قبل ميليشيات مثل: “حزب الله العراقي” و”فاطميون”، خصوصًا بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت داخل الأراضي الإيرانية واغتالت قيادات في الحرس الثوري.
العراق: تحذير من نية لجرّ المنطقة إلى مواجهة واسعة
وفي بغداد، عبّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن قلقه من التصعيد، معتبرًا أن توقيت الضربات الإسرائيلية يكشف عن “نية متعمدة لجرّ المنطقة إلى مواجهة أوسع”.
وأكد السوداني، أن الحكومة العراقية لن تسمح باستخدام أراضيها كمنصة لأي صراع، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على الاستقرار الهش الذي تحقق في السنوات الأخيرة.
لكن مراقبين أشاروا أن هشاشة الوضع الأمني في بعض المحافظات، إلى جانب النفوذ الواسع للفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، يجعل العراق ساحة مفتوحة لاحتمالات التصعيد.
الأردن يراقب.. وتحذيرات من انفجار أوسع
في الأردن، ساد القلق السياسي والأمني دوائر القرار، مع تزايد التساؤلات حول ما إذا كانت الغارات الإسرائيلية ستتوقف عند حدودها الراهنة أم ستتوسع نحو استهداف بنى تحتية إيرانية أكثر حساسية.
مسؤولون أردنيون أكدوا، أن المملكة تتابع التطورات عن كثب، وسط خشية من تدفق موجات جديدة من اللاجئين في حال اندلاع نزاع إقليمي واسع، خاصة مع التوتر القائم في جنوب سوريا ووجود خلايا نائمة موالية لإيران في بعض المناطق الحدودية.
“الأسد الصاعد”.. ضربة إسرائيلية موجعة لعلماء إيران
في قلب التصعيد الأخير، أعلنت إسرائيل أنها تمكنت من اغتيال تسعة من كبار العلماء النوويين الإيرانيين في غارات جوية دقيقة ضمن ما أسمته عملية “الأسد الصاعد”، وهي العملية التي يرى خبراء أنها قد تمثل نقطة تحول كبرى في المواجهة.
ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، فإن العلماء التسعة يعدون من العقول النادرة التي ساهمت بشكل مباشر في تطوير البرنامج النووي الإيراني، بعضهم عمل في مجالات دقيقة مثل: الفيزياء النووية والهندسة الذرية والكيماوية.
إسرائيل وصفت العملية بأنها “ضربة استباقية لشل قدرات إيران النووية”، فيما لم تصدر طهران بعد رواية مفصلة عن الحادثة، مكتفية بالتنديد ومتوعدة بـ”رد مدمر”.
سيناريوهات مفتوحة.. والقلق العربي يتصاعد
مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتوعد طهران بالرد، تتسع المخاوف في العواصم العربية من انزلاق الصراع إلى مواجهات غير منضبطة قد تشمل الجماعات المسلحة المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
ويرى محللون، أن حالة الاستقطاب الحاد في المنطقة، وضعف آليات الردع الإقليمي، قد تجعل من أي خطأ حسابي شرارة لنزاع شامل يصعب احتواؤه.
