ذات صلة

جمع

قلق عربي.. هل تتحول المعركة الإسرائيلية – الإيرانية إلى نزاع إقليمي شامل؟

تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية...

إيران تحت الضغط بعد الضربة الإسرائيلية: سيناريوهات الرد والتهديد بالحرب

بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة فجر اليوم الجمعة، التي...

تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. الضربات المتبادلة تهدد بإشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط

بعد عملية “الأسد الصاعد”، أعلنت إيران مساء الجمعة إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة تجاه إسرائيل في عملية واسعة أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق 3” (Operation True Promise III)، وتم رصد انفجارات في القدس وتل أبيب، مع تفعيل واسع لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

ردود إسرائيلية رسمية

وصفت إسرائيل هذه الهجمات بأنها “أكبر هجوم في تاريخها”، مؤكدة اعتراض الجزء الأكبر من الصواريخ، وأكدت حكومة تل أبيب أنها على أهبة الاستعداد، وتتوقع موجات إضافية، كما دمّر دفاعها الجوي أربع بطاريات روسية مضادة للصواريخ في إيران لإضعاف ردّها.

كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الحكومة قولهم إن “إسرائيل سترد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية في إيران”، مؤكدين أن “طهران ستدفع ثمنًا باهظًا على هذا التصعيد الخطير”.

نتنياهو يوجه رسالة للشعب الإيراني

ومن ناحيته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، إلى التخلّص مما وصفه بـ”النظام الظالم والطاغي”، مشددًا على أن إسرائيل لا تعتبر الشعب الإيراني عدوًا، بل ترى أن معركتها موجّهة ضد “نظام قاتل يهدّد أمن المنطقة ويفقر شعبه”.

وقال نتنياهو، في كلمة ألقاها عقب هجوم صاروخي إيراني استهدف الأراضي الإسرائيلية: “المعركة ليست ضدكم، بل ضد نظام يظلمكم ويضعفكم. نحترم ثقافتكم وتاريخكم. نوركم سيهزم الظلام. أنا معكم، وشعب إسرائيل معكم”.

وأشار إلى أن إسرائيل تنفذ حاليًا “واحدة من أعظم العمليات العسكرية في تاريخها”، في إشارة إلى عملية “الأسد الصاعد” التي تهدف، بحسب قوله، إلى إزالة “التهديد النووي والباليستي الذي يشكّله النظام الإيراني”، مضيفًا: “النظام الإيراني يهدّد بتدمير إسرائيل منذ أكثر من خمسين عامًا، وقد نجحنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في تدمير جزء كبير من ترسانته الباليستية، والمزيد قادم”.

وفي تحوّل لافت في لهجته، توجّه نتنياهو إلى الإيرانيين قائلًا: “كانت إيران وإسرائيل حليفتين في الماضي. حان الوقت لتوحيد الصفوف من أجل نيل حريتكم. هذه فرصتكم: نساء، حياة، حرية”.

طهران تهدّد وتُعد برد “قاسٍ وحاسم”

ومن جهته، قال المرشد الأعلى علي خامنئي إن إسرائيل “بادرت إلى حرب”، مؤكدًا أن الرد لن يكون “مجزأً أو محدودًا”، وأن “لا مكان آمن داخل إسرائيل”، كما شدّد مصدر أمني إيراني على أن “الرد سيكون قاسيًا وحاسمًا”، مع خيار الهجوم المباشر أو عبر وكلاء.

إسرائيل: “سنرد بحزم إذا تطلّب الأمر”

وقالت تل أبيب إنها نفّذت الضربات ضمن “عملية الأسد الصاعد” (Operation Rising Lion)، التي ضربت المنشآت النووية ومصانع الصواريخ وقتلت قادة بارزين.

وكشف الإعلام الإسرائيلي أن الموساد شارك بقوة بشرية داخل إيران لتقويض الدفاعات، بالتوازي مع الضربات الجوية.

الولايات المتحدة: دعم دفاعي وتهدئة دبلوماسية

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الضربات الإسرائيلية جاءت بشكل منفرد دون مشاركة أميركية، وأوضح أن واشنطن دعمت فقط الدفاع عن المصالح والقوات الأميركية في المنطقة.

كما حرّكت واشنطن سفنًا حربية نحو شرق المتوسط، مع تحذير دبلوماسي للقوات والبعثات بالتأهّب أو الإخلاء، وشدّد الرئيس ترامب على استمرار المحادثات النووية رغم التوتر، قائلًا: “لم يحن الوقت بعد”.

ردود فعل دولية واسعة

وأشعلت تلك الضربات القلق الدولي بشدة، حيث عبّرت أستراليا عن قلقها، داعية مواطنيها لمتابعة تحذيرات السفر، فيما أدانت روسيا الهجوم الإسرائيلي وناشدت استخدام الدبلوماسية وليس القنابل.

وطالبت مجموعة دول مجلس التعاون، بما في ذلك السعودية، بوقف التصعيد، محذّرة من أزمة إقليمية، وعقدت الأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا، فيما دعا الأمين العام إلى “ضبط النفس القصوى”.

تبعات اقتصادية وأمنية عالمية

كما انعكست تلك الأحداث على الأوضاع العالمية، حيث شهدت أسواق النفط قفزة بأكثر من 7% خشية تعطيل ممرات نفطية هامة مثل مضيق هرمز، وصعدت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، حيث بلغ سعر الأونصة نحو 3450 دولارًا.

وتم تعليق الرحلات الجوية حول المنطقة، وأُجبرت شركات إسرائيلية على نقل طائراتها من الأجواء الإقليمية، واستدعت الولايات المتحدة عددًا من الدبلوماسيين، ورافقتها تحذيرات أمنية للسفر.

خيار الرد الإيراني: متوازن وصعب التنفيذ

تمكّنت إيران عبر ضرباتها من إرسال صواريخ باليستية وأسطول من طائرات مسيّرة (درون) للاستهداف المباشر، مما يؤكد وجود قدرات هجومية متقدمة رغم الخسائر التي لحقت بها.

ولم تُشارك مجموعات مثل حزب الله أو ميليشيات العراق وسوريا واليمن في رد مباشر حتى الآن، وهو ما يعكس ضبطًا محسوبًا من طهران لتجنّب الانزلاق إلى حرب مفتوحة.

وفي ظل الغارات الجوية، فإن الخيار السيبراني يُعد وسيلة مثالية لطهران للرد سلبيًا دون مواجهة علنية، خصوصًا بعد كشف مشاركتها في ضربات سابقة عبر التخريب الداخلي.

هل نحن أمام حرب إقليمية شاملة؟

لذا، تظهر الصور الحالية أن التصعيد سيبقى محدودًا ومضبوطًا، لكن احتمالات التوسع غير مستبعدة، خصوصًا إذا استمرت الضربات الإسرائيلية، أو ردّت إيران عبر وكلائها بصورة واسعة.

كما أن استمرار المفاوضات النووية في عُمان يوم الأحد المقبل بات رهينة للتطورات الميدانية، وسط تهديدات بانسحاب إيران المحتمل من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) إذا ما تصاعد الضغط.

spot_img