ذات صلة

جمع

بدء المناورات العسكرية.. رفع الستار عن استعدادات إيران

أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، محمد باقري، بدء...

الإخوان في أوروبا.. اختراق ناعم تحت عباءة المساجد والمساعدات

في الوقت الذي تنعم فيه الدول الأوروبية بمناخ ديمقراطي...

أزمة اليمن الإنسانية تصل إلى حافة المجاعة.. تراجع التمويل يهدد ملايين الأرواح

تشهد الأزمة الإنسانية في اليمن تصعيدًا خطيرًا في ظل...

هل تنجح روسيا في كسر الجمود النووي بين طهران وواشنطن؟

في وقت يتجدد فيه الحديث عن جولة سادسة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، أطلقت روسيا عرضًا لافتًا، قد يكون مفتاحًا جديدًا لكسر الجمود في الملف النووي الإيراني.

فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف استعداد بلاده للمساعدة في إزالة المواد النووية الزائدة من إيران، بهدف تيسير المفاوضات وتعزيز فرص التوصل إلى اتفاق، بحسب ما نقلته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.

الطرح أعاد موسكو إلى صدارة المشهد النووي الإيراني، لا كلاعب سياسي فقط، بل كجهة تنفيذية تطرح حلًا عمليًا يخفف من حدة الأزمة الدولية المستمرة.

وساطة بوتين تتقدم

ولم يكن العرض الروسي الحالي مفاجئًا في سياقه العام، فالرئيس فلاديمير بوتين سبق أن أعرب عن استعداد بلاده للعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، فيما أكد ألكسندر فينيديكتوف، نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي، أن لروسيا “إسهامّا كبيرًا في تطوير الاتفاق النووي لعام 2015″، ما يمنحها الأفضلية في أي عملية إعادة إحياء للمفاوضات.

وتحرك موسكو يبدو مدروسًا ومبنيًا على إدراك دقيق للتوازنات، خصوصًا أن الملف النووي الإيراني بات ورقة ضغط جيوسياسية بيد العديد من العواصم.

روسيا، التي تعاني من عزلة غربية منذ غزوها لأوكرانيا، ربما ترى في هذه الوساطة فرصة لإعادة تموضعها كفاعل دولي لا غنى عنه.

طهران تلمّح إلى القبول

ومن جانبها، لم ترفض إيران العرض الروسي. ففي تصريح سابق للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، وصف استعداد الدول للمساعدة بأنه “أمر طبيعي”، ملمّحًا أن طهران لا تمانع تدخل طرف ثالث إذا كان بنوايا حسنة.

التصريح وإن بدا دبلوماسيًا في ظاهره، إلا أنه يحمل دلالة على الانفتاح الإيراني، لا سيما في ظل تعثر المحادثات المباشرة مع واشنطن.

التصعيد في الوكالة الذرية يضغط على الجميع

يتزامن هذا الحراك الروسي مع تصعيد آخر تقوده واشنطن وثلاث دول أوروبية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث جرى طرح مشروع قرار يدين ما وصف بـ”ضعف تعاون إيران”.

وقد ردت طهران بغضب، محذّرة من “إجراءات مقابلة”، ما يهدد بتفجير المسار الدبلوماسي برمته.

وفي ظل هذه التوترات، تزداد أهمية الوساطات الفاعلة، خاصة تلك القادرة على تقديم حلول تقنية وسياسية في آن واحد، وهو ما تسعى موسكو إلى القيام به من خلال عرضها لنقل المواد النووية الزائدة.

“عقدة التخصيب” تعطل أي اختراق

لكن رغم هذا الحراك، ما تزال “عقدة التخصيب” تمثل الجدار الصلب الذي تصطدم به أي مبادرة. فبينما تصر واشنطن على أن توقف إيران عمليات تخصيب اليورانيوم العالية النسبة 60%، تتمسك طهران بحقها في التخصيب ضمن إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.

هذا التباين العميق، والذي أفشل جولات سابقة، يجعل من أي وساطة – بما فيها الروسية – مرهونة بمدى الاستعداد السياسي لدى الطرفين للتنازل، أو على الأقل للالتقاء في منطقة وسطى تسمح باستمرار المحادثات دون انهيار.

فرصة موسكو الأخيرة؟


في ظل حالة الجمود، قد تشكل المبادرة الروسية نافذة لإنعاش المفاوضات، أو على الأقل لتجميد التصعيد. فموسكو تسعى لتقديم نفسها كقوة توازن عقلانية وسط استقطاب دولي حاد.

لكن نجاحها في هذا الدور يعتمد على قدرتها على إقناع واشنطن بأن الحل الروسي ليس مناورة سياسية، وعلى طهران بأن التراجع التكتيكي لا يعني هزيمة استراتيجية.

spot_img