ذات صلة

جمع

طهران تستعد لمواجهة ضغوط واشنطن.. ماذا بعد رفض مقترح النووي؟

في تطور جديد ينذر بمزيد من التعقيد في ملف...

تصنيف الإخوان إرهابيين.. كيف سيشعل صراعًا قانونيًا ودبلوماسيًا على الساحة العالمية؟

في الآونة الأخيرة، شهدت واشنطن تحركات متسارعة لتصنيف جماعة...

روسيا تقترب من مليون ضحية في أوكرانيا.. صيف دموي يكشف كلفة الحرب الباهظة

بينما تستعر المعارك في شرق أوكرانيا خلال صيف 2025،...

السودان على حافة الموت جوعًا.. الحرب تقتل الطفولة

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يتجه السودان بسرعة...

طهران تستعد لمواجهة ضغوط واشنطن.. ماذا بعد رفض مقترح النووي؟

في تطور جديد ينذر بمزيد من التعقيد في ملف الاتفاق النووي الإيراني، أعلنت طهران رسميًا رفضها للمقترح الأمريكي الأخير المقدم في أواخر مايو الماضي، معتبرة إياه غير متوازن ولا يعكس التفاهمات السابقة.

ووفق ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، فإن بلاده تعمل حاليًا على إعداد مقترح بديل، سيتم تقديمه إلى واشنطن من خلال الوساطة العُمانية.

وقال بقائي – في مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم في طهران-: “المقترح الأمريكي غير مقبول بالنسبة لنا، ولم يعكس ما توصلت إليه جولات المفاوضات السابقة”، مضيفًا أن “إيران ستقدم مقترحًا معقولا ومنطقيا ومتوازنا للطرف الآخر بعد الانتهاء من صياغته”.

وفي الوقت ذاته، شدد المتحدث الإيراني على أن أي تفاهم نووي لن يتم دون ضمانات حقيقية بأن طهران ستجني فوائد اقتصادية ملموسة، تتضمن عودة العلاقات المصرفية والتجارية مع العالم إلى طبيعتها.

العقوبات الاقتصادية محور الخلاف والضمانات غائبة

وتشير أوساط دبلوماسية إيرانية، أن المقترح الأمريكي لم يقدم حلولا واضحة للخلافات الجوهرية المتعلقة بمستويات تخصيب اليورانيوم، ولا بمصير المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب، ولا حتى بالجدول الزمني لرفع العقوبات الأمريكية.

وأوضحت مصادر مطلعة، أن أحد أبرز الشروط الإيرانية هو الحصول على ضمانات مكتوبة من الجانب الأمريكي تضمن عدم انسحاب أي إدارة أمريكية لاحقة من الاتفاق، كما حدث عام 2018 عندما انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات خانقة ألحقت ضررا بالغًا بالاقتصاد الإيراني.

في المقابل، تطالب واشنطن بضمانات لعدم استخدام البرنامج النووي الإيراني في أغراض عسكرية، عبر خفض نسب التخصيب وإخضاع المنشآت لرقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لا موعد محدد لجولة جديدة والمفاوضات في حالة جمود

ورغم التصريحات المتبادلة، لم يُعلن عن أي موعد للجولة السادسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، ما يشير إلى استمرار حالة الجمود في مسار التفاوض.

وقال بقائي في هذا الصدد: “لا توجد أي تفاصيل بشأن توقيت الجولة المقبلة، وكل شيء يعتمد على التفاعل مع مقترحنا المقبل”.

ويبدو أن الجمود ليس محليًا فقط، فإيران تتهم أطرافًا إقليمية بمحاولة تعطيل مسار التفاوض، وعلى رأسها إسرائيل.

حيث أكد بقائي، أن “تل أبيب تسعى جاهدة لإفشال أي تقارب نووي بين إيران والغرب”، متهمًا المجتمع الدولي بـ”ازدواجية المعايير” فيما يخص برامج الأسلحة النووية.

المرشد الأعلى يرفض المقترح ويتوعد بمواصلة التخصيب

الموقف الرسمي الإيراني نال زخمًا أكبر بعد تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي رفض علنا المقترح الأمريكي واعتبره مرفوضًا شكلًا ومضمونًا.

وقال خامنئي -خلال لقاء مع مسؤولين إيرانيين الأسبوع الماضي-: “لن نقبل بأي اتفاق ينتقص من حقوق إيران النووية، وسنواصل التخصيب بما يخدم مصالحنا الوطنية”.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية ويهدف إلى توليد الطاقة والبحث العلمي، بينما ترى قوى غربية أن استمرار طهران في رفع نسب التخصيب يضعها على عتبة القدرة على صنع سلاح نووي.

الملف الإسرائيلي يطفو على السطح من جديد

في سياق متصل، أعادت طهران التذكير بالملف النووي الإسرائيلي، معتبرة أن الغرب يتجاهل الأنشطة النووية لتل أبيب التي لا تخضع لأي رقابة دولية، ولا تعترف أصلا بامتلاكها لأسلحة نووية أو نفيها.

وقال بقائي: إن بلاده تمتلك وثائق حساسة سبق أن وعدت بالكشف عنها، تثبت أن إسرائيل تعمل بشكل نشط على تطوير برنامج نووي عسكري، وسط صمت غربي مريب.

وأضاف: “هذا الصمت يبعث برسالة خطيرة بأن الضغط موجه حصرًا نحو إيران، رغم التهديد الحقيقي الذي يشكله السلاح النووي الإسرائيلي في المنطقة”.

السيناريوهات المحتملة: طريق مسدود أم مرونة مؤقتة؟

في ظل التصعيد الدبلوماسي المتبادل، يبقى مستقبل الاتفاق النووي معلقًا على خيط من التوازنات السياسية الإقليمية والدولية، وبينما تراهن إيران على تقديم مقترح يعيد فتح باب المفاوضات، تخشى الأوساط الغربية من أن يكون الوقت قد أصبح ضيقا للغاية لإنقاذ الاتفاق.

ووسط الانقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن كيفية التعامل مع طهران، يبدو أن سلطنة عمان مجددًا تتحول إلى مركز ثقل للوساطة، في محاولة أخيرة للحفاظ على استقرار الشرق الأوسط ومنع انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة.

spot_img