ذات صلة

جمع

تحركات النهضة في ظل الأزمة الاقتصادية.. محاولة لإعادة التموضع السياسي

في ظل الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تمر بها تونس،...

الإخوان في ليبيا.. أجندة التخفي والعودة من الباب الخلفي

تعود جماعة الإخوان الإرهابية إلى الواجهة الليبية بأساليب أكثر...

الإخوان بعد الغياب.. هل انتهت الجماعة أم تتشكل من جديد؟

تشهد جماعة الإخوان المسلمين واحدة من أسوأ أزماتها التنظيمية...

جيل الحرب في السودان.. أطفال لا يعرفون السلام

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، يعيش...

إسرائيل تستعد للهجوم على إيران رغم التحذيرات الأميركية.. كيف ستكون سيناريوهات الحرب؟

بينما تتصاعد التوترات النووية في الشرق الأوسط وتبدو المحادثات...

إسرائيل تستعد للهجوم على إيران رغم التحذيرات الأميركية.. كيف ستكون سيناريوهات الحرب؟

بينما تتصاعد التوترات النووية في الشرق الأوسط وتبدو المحادثات بين واشنطن وطهران على شفا الانهيار، تستعد إسرائيل بهدوء لكل سيناريوهات الهجوم على إيران، وسط مخاوف عميقة من رد إيراني متعدد الجبهات.

ورغم التحذيرات الأميركية الصريحة بعدم تنفيذ ضربة استباقية، إلا أن تل أبيب تواصل التحضير العسكري والدبلوماسي بصمت، مدفوعة بشكوكها في فعالية المفاوضات النووية، وبما تعتبره تهديدًا وجوديًا متناميًا.

لماذا تفكر إسرائيل في تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران؟

وبحسب تقرير نشرته صحيفة معاريف العبرية، فإن إسرائيل تعتبر فشل المفاوضات النووية مؤشرًا خطيرًا يستوجب استعدادًا فعليًا لتنفيذ هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

ورغم أن الولايات المتحدة ما تزال تؤمن بخيار التفاوض، إلا أن إسرائيل ترى أن الوقت ينفد، وأن التأخير قد يُمكّن إيران من تجاوز “العتبة النووية” والوصول إلى سلاح نووي فعلي.

وقد صرح مصدر عسكري للصحيفة، بأن “هذه القضية ليست عسكرية فقط، بل استراتيجية وسياسية بامتياز”، مشيرًا أن الجيش الإسرائيلي لا يتخذ خطوات من فراغ، بل يستند إلى تحليل عميق للتهديد الإيراني وبدائل الرد عليه.

تحديات تواجه إسرائيل في ضرب لإيران

تتعدد العقبات أمام إسرائيل في حال قررت مهاجمة إيران. من أبرزها بُعد المسافة بين إسرائيل والمنشآت النووية الإيرانية، وتحصين المواقع النووية تحت الأرض وبطبقات خرسانية ومعدنية سميكة، وتعدد جبهات الرد الإيراني، التي قد تشمل هجمات صاروخية من إيران، اليمن، سوريا، لبنان، بل وحتى غزة.

بالإضافة إلى تهديدات أمنية خارجية، حيث تشير مصادر أمنية إلى نشاط إيراني متزايد ضد الأهداف الإسرائيلية في الخارج، مثل السفارات والطائرات التابعة لشركة “العال” ومحطات السفر، ويُتوقع، وفق المراقبين، أن الرد الإيراني لن يكون محدودًا، بل واسعًا ومنسقًا عبر عدة جبهات في المنطقة.

الدعم الأميركي السياسي والعسكري

ورغم توجهها المستقل، تدرك إسرائيل أنها لا تستطيع تنفيذ هجوم بهذا الحجم بدون ضمانات أميركية أمنية.

ويشير مصدر عسكري للصحيفة، أن تل أبيب تحتاج دعمًا سياسيًا ودفاعيًا مباشرًا من واشنطن، بما في ذلك دعم جوي عبر حاملات طائرات في حال فشل الهجوم أو تطوره إلى صراع مفتوح، وتنسيق مسبق للعمليات الاستخباراتية واللوجستية، وغطاء سياسي في المؤسسات الدولية لتبرير أي تحرك عسكري.

وفي هذا السياق، يُتوقع أن يزور وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس العاصمة الأميركية في الأسابيع المقبلة، ضمن تحركات دبلوماسية لضمان دعم واشنطن إذا تصاعد الموقف.

إسرائيل تقلق من التصعيد الشامل

ورغم أن تل أبيب تتحدث عن الاستعداد والردع، إلا أن القلق الأكبر يكمن في “الهجوم الفردي” غير المنسق، سواء من أحد أذرع إيران في المنطقة أو من عملاء محليين حول العالم.

وتخشى إسرائيل أن يتسبب أي تصعيد فردي أو غير محسوب في إشعال حرب إقليمية شاملة، قد يكون من الصعب التحكم في نتائجها أو احتوائها.

ولهذا تواصل إسرائيل سياستها المعهودة في الصمت الإعلامي، مكتفية بالإعداد في الكواليس، بينما تبقي أوراقها الحقيقية بعيدة عن العلن.

أعتاب مواجهة إسرائيلية- إيرانية شاملة

وتضير التحضيرات الإسرائيلية الجارية، رغم التحذيرات الأميركية، إلى أن المواجهة مع إيران لم تعد مستبعدة، بل أقرب من أي وقت مضى.

وبينما تُحذر واشنطن من التهور العسكري، يبدو أن تل أبيب تحشد كل عناصر قوتها، تحسّبًا لأي طارئ.

ومع استمرار تعثّر المحادثات النووية، وتوسع نشاطات إيران الإقليمية، يصبح السؤال المطروح: هل يمكن احتواء الأزمة دبلوماسيًا؟ أم أن المنطقة تتجه نحو تصعيد عسكري واسع النطاق.

الشرق الأوسط على حافة الانفجار مجددًا

وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبدو إسرائيل مستعدة لخوض معركة، بينما تبقى إيران حذرة ولكن مستعدة للرد.

وما بين التحذيرات الأميركية، وتعقيد الحسابات العسكرية، واستمرار فشل الدبلوماسية، يجد الشرق الأوسط نفسه من جديد على حافة تصعيد، قد يتجاوز حدود إسرائيل وإيران ليشمل المنطقة بأكملها.

لذا تبقى الأيام القادمة حاسمة، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة الطرفين على ضبط النفس، أو انزلاقهما نحو مواجهة عسكرية مفتوحة ستعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.

spot_img