ذات صلة

جمع

تقرير أمريكي يشكك في شرع وشعبية رئيس حكومة السودان الجديد.. فشل محقق

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة بورتسودان الجديد،...

من الميدان إلى الإعلام.. إخوان تونس يغيرون قواعد اللعبة

بينما تتراجع شعبية جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل التونسي...

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

ترامب يعلق العقوبات على إيران وسط مفاوضات نووية حساسة.. ما أسباب التحوّل في حملة الضغط؟

في خطوة مفاجئة، قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران، في وقت حساس تتجه فيه الأنظار إلى طاولة المفاوضات النووية.

ويعكس هذا القرار، الذي نُقل إلى كبار المسؤولين الأميركيين، تحوّلًا تكتيكيًا في حملة “الضغط الأقصى”، وربما يكشف عن رغبة حقيقية في منح المسار الدبلوماسي فرصة جديدة قبل اتخاذ خطوات تصعيدية.

تعليق العقوبات الأميركية على إيران

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال، أن البيت الأبيض أصدر توجيهات بوقف أي إجراءات جديدة تخص العقوبات على إيران، وقد تم تبليغ هذا القرار إلى المسؤولين في مجلس الأمن القومي ووزارتي الخزانة والخارجية، وكذلك للمعنيين بملف الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التغيير في نهج الإدارة الأميركية بعد أن كانت قد فرضت عقوبات جديدة على إيران قبيل الجولة الخامسة من المحادثات النووية، والتي وصفتها طهران بـ”الشريرة وغير الإنسانية”.

أسباب القرار الأميركي

وذكرت مصادر مطلعة من البيت الأبيض، أن هذا التعليق لا يعني نهاية حملة “الضغط الأقصى”، بل يهدف إلى إبطاء وتدقيق إجراءات فرض العقوبات، خاصة في ظل المفاوضات النووية الجارية.

وصدر التوجيه عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الأسبوع الماضي، ما اعتُبر تحولًا مؤقتًا في السياسة الأميركية تجاه إيران.

ورجّحت بعض التقديرات أن يكون الغرض من القرار منح فرصة للمفاوضات غير المباشرة التي تجرى بين واشنطن وطهران، في محاولة لتجنب خطوات استفزازية قد تؤدي إلى إفشال الجهود الدبلوماسية.

المفاوضات النووية مستمرة رغم التحديات

وتستعد إيران والولايات المتحدة لعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية، التي بدأت منذ 12 أبريل الماضي، ووصفت بالأجواء الإيجابية رغم التوتر القائم.

وفي 30 مايو، أعلن ترامب عن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، غير أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أوضح أن الخلافات الجوهرية ما تزال قائمة، خاصة ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.

فيما كشف عراقجي، أن طهران تسلمت اقتراحًا مكتوبًا من الجانب الأميركي عبر الوسيط العماني، وهي بصدد إعداد رد مكتوب عليه، مما يعكس استمرار التواصل غير المباشر بين الطرفين رغم الحذر المتبادل.

تجميد العقوبات منذ 21 مايو: مؤشرات على إعادة تقييم أميركي

ومن اللافت، أنه لم تُفرض أي عقوبات جديدة على إيران منذ 21 مايو، حيث تم تجميد التصنيف الروتيني للعقوبات من قِبل وزارة الخزانة الأميركية.

ويرى بعض المسؤولين، أن هذا التجميد يعكس رغبة في إعادة تقييم السياسة الأميركية تجاه طهران، فيما اعتبره آخرون خطوة قد تُربك بعض المسؤولين المعنيين بالملف الإيراني.

هل تغيّرت استراتيجية الضغط الأقصى؟

ورغم تعليق العقوبات، لم تعلن الإدارة الأميركية رسميًا عن تغيير في استراتيجيتها القائمة على “الضغط الأقصى”، وغير أن هذا التوقف المؤقت، في توقيته ودلالاته، يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية بشأن جدوى هذه السياسة على المدى الطويل، لا سيما في ظل ما يلوح من بوادر تفاوض جاد قد يعيد صياغة العلاقة بين واشنطن وطهران.

لذا يبقى تعليق العقوبات الأميركية على إيران خطوة تحمل في طيّاتها أبعادًا سياسية واستراتيجية عميقة، وسط محادثات نووية تتأرجح بين الأمل والقلق، وإذا كانت مفاوضات طهران وواشنطن تفتح نافذة للتفاهم، فإن أي تغيير في سياسة العقوبات الأميركية قد يعيد صياغة قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.

spot_img