ذات صلة

جمع

تقرير أمريكي يشكك في شرع وشعبية رئيس حكومة السودان الجديد.. فشل محقق

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة بورتسودان الجديد،...

من الميدان إلى الإعلام.. إخوان تونس يغيرون قواعد اللعبة

بينما تتراجع شعبية جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل التونسي...

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

روسيا تلوح بالرد الاستراتيجي بعد أعنف هجوم أوكراني على العمق النووي

تلقت روسيا ضربة موصوفة بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا، عندما استهدفت الأخيرة، بطائرات مسيرة بعيدة المدى، أربعة من أبرز المطارات التي تضم الطيران الاستراتيجي الروسي في عمق سيبيريا.

العملية، التي امتدت على مسافة تقارب 4000 كيلومتر داخل الأراضي الروسية، وصفتها دوائر عسكرية بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء التي رسمها الكرملين منذ بدء النزاع.

في الوقت ذاته، أرسلت محطة “Buzzer” الروسية (UVB-76)، المرتبطة بمنظومة الردع النووي، ثماني رسائل صوتية مشفرة خلال ساعات، وهو عدد غير مسبوق حتى في ذروة التدريبات العسكرية الروسية، ذلك التزامن، مع إعلان الإعلام الروسي عن رفع درجة الاستعداد للدرع النووي، شكل مؤشرًا واضحًا على دخول الصراع منعطفا استثنائيا.

ضربات استراتيجية تربك حسابات موسكو

الهجوم الأوكراني، الذي تم تنفيذه انطلاقًا من داخل الأراضي الروسية نفسها بحسب مصادر ميدانية، استهدف مطارات جوية تضم قاذفات بعيدة المدى من طراز “تو-95” و”تو-160″، والتي تمثل العمود الفقري للثلث الجوي من الترسانة النووية الروسية.

وقد أدت الحرائق الناتجة عن الضربات إلى تدمير أو إتلاف عدد من هذه القاذفات، وفق صور أقمار صناعية متداولة.

وبالتزامن، ضربت عمليات تخريبية أخرى البنية التحتية في مناطق بريانسك وكورسك، شملت تفجيرات في سكك حديد وجسور، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين.

هذه الهجمات المتزامنة، بحسب مراقبين، لا توحي فقط بتخطيط محكم بل تشير إلى دخول أدوات تكنولوجية متطورة في التخطيط والتنفيذ، قد تكون أوكرانيا قد حصلت عليها عبر دعم استخباراتي خارجي.

الكرملين أمام اختبار الرد النووي

الخيارات أمام القيادة الروسية تبدو محدودة ومشحونة في الوقت ذاته. فبينما يتصاعد الغضب داخل الدوائر الأمنية والعسكرية من “جرأة” الهجوم الأوكراني، تحاول موسكو التوفيق بين ضرورة الردع وإبقاء التوازن الاستراتيجي دون الانزلاق نحو صدام نووي شامل.

معطيات الساعات الماضية تشير أن الرد قيد الدراسة، لكنه لن يكون نوويا في المرحلة الراهنة، إذ ترى القيادة الروسية أن العقيدة النووية لم تفعل بعد، على الرغم من أن ضربة بهذا الحجم تعيد فتح النقاش داخل مجلس الأمن القومي الروسي حول جدوى قواعد الاشتباك الحالية.

إشارات الحرب تتسارع في أكثر من جبهة

في الأثناء، تحاول كييف حصد نقاط تفاوضية، إذ أعلنت عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى إسطنبول لحضور جولة تفاوضية جديدة، وسط مطالبات بوقف إطلاق نار شامل وتبادل للأسرى، لكن في موسكو، لا يبدو أن ثمة رغبة في التهدئة قبل إرسال رسالة ردع واضحة.

ما يعزز هذا التصور هو إعلان حالة التأهب القصوى في وحدات الرد النووي، وتحريك طائرات من قواعد بعيدة إلى مواقع أكثر أمانا، في إجراء مشابه لما حدث خلال أزمة القرم عام 2014.

المؤشرات الدولية لا توحي بانفراجة قريبة، لا سيما في ظل التصريحات المتزايدة من عواصم غربية تؤكد على استمرار دعم أوكرانيا بالسلاح والمعلومات.

وهذا التورط الغربي، وإن ظل حتى اللحظة غير مباشر، إلا أنه يدفع روسيا لإعادة تقييم مفهوم “التهديد الوجودي”، الذي يبرر تفعيل الرد النووي حسب مبدأ العقيدة الروسية.

spot_img