ذات صلة

جمع

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

روسيا تلوح بالرد الاستراتيجي بعد أعنف هجوم أوكراني على العمق النووي

تلقت روسيا ضربة موصوفة بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب...

حال فشل المفاوضات.. كيف ستواجه إيران الحرب المحتملة مع إسرائيل؟

في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامجها النووي، كثفت إيران...

حال فشل المفاوضات.. كيف ستواجه إيران الحرب المحتملة مع إسرائيل؟

في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامجها النووي، كثفت إيران تعزيز دفاعاتها الجوية، استعدادًا لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية تستهدف منشآتها النووية، ووفقًا لتقارير استخباراتية، فقد باشرت طهران خطوات عملية لإعادة نشر أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، خاصة بعد الغارات الإسرائيلية التي طالت بنيتها الدفاعية بين أبريل وأكتوبر 2024.

إعادة نشر صواريخ S-300 قرب مواقع نووية حساسة

وتسببت تلك الضربات، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، في تدمير أنظمة صواريخ أرض-جو ورادارات إيرانية متطورة، بما في ذلك أنظمة إس-300 الروسية، التي تُعد من أبرز مكونات الدفاع الجوي بعيدة المدى لدى إيران.

وتشير صور الأقمار الصناعية وتقديرات استخباراتية، أن إيران قامت بإعادة تمركز منصات صواريخ أرض-جو، وعلى رأسها أنظمة S-300، قرب مواقع نووية رئيسية مثل نطنز وفوردو، في خطوة تشير إلى تصاعد القلق الإيراني من عمل عسكري محتمل.

كما عُرضت بعض المنصات علنًا، في مناسبات مثل يوم الجيش، ما يعكس رغبة إيران في إرسال رسائل ردع واضحة، كذلك، استخدمت طهران رادارات محلية الصنع خلال مناورات فبراير الماضي، في مؤشر على محاولتها تعويض الأعطال في الأنظمة الأصلية المتضررة.

فعالية الضربات الإسرائيلية موضع شك

ورغم دقة بعض الضربات، كما تُظهر صور الأقمار الصناعية التي كشفت عن تدمير شاحنة رادار إس-300 في قاعدة قرب أصفهان، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بنتائج ضربات أكتوبر، وبعض المواقع التي كانت تحتوي على أنظمة دفاعية ظهرت فارغة، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت المنصات دُمرت بالفعل أم جرى نقلها.

وتُشير بعض التقييمات، أن إسرائيل استخدمت صواريخ بعيدة المدى أطلقتها من خارج مدى أنظمة S-300، وهو ما ساعدها على استهداف الرادارات والصواريخ دون الدخول في نطاق الدفاعات الإيرانية.

تقييم استخباراتي غربي: الدفاعات الإيرانية “دون المستوى”

ووفقًا لمصادر مطلعة على تقارير استخباراتية غربية، تعتقد إيران أن أداء دفاعاتها الجوية العام الماضي كان “أقل من المستوى المطلوب”، وهو ما دفعها إلى تنويع مواقع الرادارات وإعادة توزيع منصات الإطلاق بهدف تعزيز قدرتها على الصمود في وجه أي هجوم محتمل.

كما كشف تحليل لمقطع فيديو دعائي إيراني عن مركز قيادة دفاع جوي، أن البنية الدفاعية الإيرانية تبدو “مجزأة بطبيعتها”، وفقًا للباحث سام لير من مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار.

تحديات الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران

ورغم تفوقها الجوي، فإن خيارات إسرائيل في شن هجوم منفرد على المنشآت النووية الإيرانية تظل محدودة بسبب عدم امتلاكها لقاذفات ثقيلة قادرة على حمل ذخائر خارقة للتحصينات.

وتشير التقديرات إلى أنها ستعتمد على مقاتلات F-35 الشبح المزودة بقنابل BLU-109، أو طائرات F-15 تحمل قنابل GBU-28، لكن تنفيذ مثل هذه الضربات يتطلب طلعات متعددة وضربات متتالية على الهدف نفسه.

كما أن العملية قد تتطلب إعادة التزود بالوقود جوًا، ما يجعل الطائرات عرضة لخطر أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى أو الطائرات المسيرة.

مواجهة معقدة وتحذيرات من “معركة جوية شرسة”

ويرى محللون، أن أي مواجهة جوية ستكون معركة شرسة ومعقدة، ويقول جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لن تكون المهمة سهلة، لكنها ليست خارج قدرات إسرائيل، التي ظلت تتدرب على هذا السيناريو لسنوات”.

ويُحذر الباحث روبرت تولاست من معهد RUSI البريطاني من أن الرادارات الإيرانية رغم ضعفها، قد تصمد جزئيًا، مضيفًا: “حتى مع تدمير أغلب الدفاعات المتقدمة، فهناك أنظمة قد تبقى نشطة.

وإسرائيل تدرك أن بقاء الطيارين في المجال الجوي الإيراني لفترات طويلة يزيد من احتمالية الخطأ أو الأسر”.

وبين تعزيزات الدفاع الجوي الإيرانية، والاستعدادات العسكرية الإسرائيلية، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد الاستراتيجي حول الملف النووي الإيراني، وتبقى الأسئلة مفتوحة: هل ستنجح إيران في تحصين منشآتها؟ وهل تملك إسرائيل القدرة على تجاوز التعقيدات الميدانية؟ في الحالتين، فإن الدفاعات الجوية الإيرانية والمخاوف من ضربة استباقية ستظل محورًا حاسمًا في معادلة الردع الإقليمي خلال المرحلة المقبلة.

spot_img