على مدار أكثر من 3 أشهر، تلاحق أستراليات السلطات القطرية عالميا، لتكشف الوجه الحقيقي للدوحة من انتهاكات جسيمة لم تفرق بين رجل وسيدة، أو قطري وأجنبي، إثر الكارثة الكبرى بالكشوفات القصرية على الأجانب في مطار حمد الدولي، عقب العثور على طفل حديث الولادة بأحد الحمامات، يوم 2 أكتوبر الماضي.
ورغم المطالبات بضرورة تقديم قطر باعتذار إلى النساء الأستراليات، إلا أن الدوحة تجاهلت ذلك، وخرجت بسيناريو مزعوم عن حقيقة الطفل، حيث أوردت صحيفة “جارديان” البريطانية ذلك، مؤكدة أن النساء اللاتي جرى إنزالهن من على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية، وتعرضن لفحوص مهينة أثارت استياء ضخما، بينما لم يتم تقديم أي اعتذارات لهن سواء بشكل فردي أو تتصل بهن مباشرة شركة الطيران.
ونقلت “جارديان” عن راكبات أستراليات على متن تلك الرحلة، قولهن: إنه لم يحدث اتصال مباشر معهن سواء من الخطوط القطرية أو حكومة الدوحة خلال منذ 2 أكتوبر الماضي، منددة بذلك التجاهل المستمر، رغم تقديم تلك الراكبات لشكاوى رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، بالإضافة للشرطة الفيدرالية في غضون 24 ساعة من وصولهن.
وقالت راكبات أخريات: إنه لم يتم عرض على الراكبات أي تعويضات عن الحادث الصادم، بينما أجرت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتصالات بهن لإجراء مقابلات معهن في ديسمبر الجاري.
وتتمسك الراكبات بتقديم قطر اعتذارات فردية مكتوبة، حيث يدرسن إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية، بالإضافة للحصول على تعهد من الدوحة بأن تكون الأولوية لسلامة المسافرين الذين يمرون عبر مطار الدوحة قبل أي مخاوف أخرى في المستقبل.
ومنذ فضح الواقعة، وتقديم قطر اعتذار عنها، والتنديد الدولي الضخم جرائها، تماطل الدوحة طوال تلك الفترة وتتجاهل الأمر بطريقة مروعة، فيما قالت الدوحة: إن العاملين في مطار الدوحة الدولي انتهكوا الإجراءات المعيارية من خلال مطالبة 18 امرأة، من بينهن 13 مواطنة أسترالية بالنزول من الطائرة واتباع أفراد الأمن إلى منطقة خاصة بالمطار، حيث تم نقلهن إلى سيارات الإسعاف وإخضاعهم للفحص الطبي والتفتيش لمعرفة ما إذا كن قد أنجبن مؤخرا، للعثور على طفل رضيع في سلة مهملات بالمطار.
فيما أبدت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، مخاوف بلادها من عدم شفافية عملية التحقيق، مطالبة بأن تكون التحقيقات وفق القوانين والأنظمة المرعية في قطر، مضيفة: “ولكن نأمل أن يكون ذلك شفافا وعادلا”.
ومنذ 2 أكتوبر الماضي، تشتعل أزمة دولية ضخمة تجاه قطر، حيث تقدمت بريطانيا باحتجاج للحكومة القطرية على تعرض امرأتين بريطانيتين لفحوصات طبية قسرية مهينة في مطار الدوحة التي وصفوها بأنها “مرعبة للغاية”، مطالبة بتعهد الجهات القطرية المسؤولة بعدم تكرار ذلك الأمر ضد النساء.
وأكدت الصحف العالمية أن النساء الأستراليات لم يحصلن على أي معلومات ولم تتح لهن الفرصة لتقديم موافقة مستنيرة، موضحة أن تلك الفحوصات النسائية القسرية التي خضعن لها تصل لحد الاعتداء الجنسي، فضلا عن فضح أن السلطات أخذت نساء أخريات من المطار ومن رحلات جوية أخرى وفحصتهن.