ذات صلة

جمع

الإخوان بين الفشل والفرصة.. النهضة تُعيد تدوير الغضب الشعبي وتغلفه بشعارات حقوقية

لا تفوت حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية...

“الشعاع القاتل”.. إسرائيل تكشف السلاح الصامت في معركة الجنوب

في تحول استراتيجي لافت، أعلنت إسرائيل رسميًا دخول منظومة...

خطة إسرائيلية جاهزة ومخاوف أمريكية.. هل تتفجر المواجهة مع إيران؟

يتزايد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل...

إيران تكثف جهودها لإحياء الاتفاق النووي.. هل تنجح في الوصول لاتفاق مؤقت مع واشنطن؟

وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تُكثّف إيران تحركاتها السياسية...

إيران تكثف جهودها لإحياء الاتفاق النووي.. هل تنجح في الوصول لاتفاق مؤقت مع واشنطن؟

وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تُكثّف إيران تحركاتها السياسية والدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة، في محاولة لتفادي ضربة عسكرية محتملة أو العودة إلى دائرة العزلة الكاملة.

وفي هذا السياق، زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سلطنة عُمان خلال الأسبوع الماضي، في زيارة رسمية تحمل أبعادًا أكثر عمقًا من مجرد تعزيز العلاقات الثنائية، وقد جاءت هذه الزيارة بعد الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في روما، والتي انتهت دون أي اختراق يُذكر.

زيارة بزشكيان إلى عُمان.. محاولة لكسر الجمود النووي

وبحسب تقارير نشرتها صحيفة “المونيتور”، فإن الهدف من زيارة بزشكيان إلى مسقط كان مناقشة مقترحات عُمانية جديدة لإحياء الاتفاق النووي، أبرزها طرح اتفاق “مؤقت” يسمح لإيران بتجميد تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات.

وأكد محللون، أن هذه الزيارة “مهمة واستراتيجية”، وتأتي في سياق تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية بين البلدين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين إيران وعُمان من 20 مليون دولار إلى أكثر من ملياري دولار خلال عامين فقط، ما يعكس تقاربًا يتجاوز الحسابات الدبلوماسية التقليدية.

المقترحات العُمانية: تجميد مؤقت مقابل رفع جزئي للعقوبات

ومن بين أبرز المبادرات التي طرحتها عُمان، تشكيل كيان صناعي عربي-إيراني مشترك لتخصيب اليورانيوم، كآلية لتقاسم السيطرة وضمان الشفافية، وتعليق إيران مؤقتًا لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم مقابل الإفراج عن الأموال المجمدة والسماح بتصدير النفط.

وعلى الرغم من أن طهران أعلنت رسميًا أن هذه المبادرات قيد الدراسة، إلا أن لغة الخطاب الإيراني تشير إلى مرونة غير معلنة.

طهران بين الانفتاح والحذر: رسائل داخلية وخارجية

وفي الداخل الإيراني، تحاول القيادة إظهار الحزم والثبات، حيث أكد بزشكيان أن لدى إيران “مئة طريق إذا فشلت المفاوضات”، في إشارة إلى عدم الاعتماد الكامل على الجانب الأميركي.

كما شدد المرشد الأعلى علي خامنئي على ضرورة تنويع الشراكات الدولية، وتعزيز التحالف مع الصين ومنظمة البريكس.

وترى أوساط قريبة من دوائر القرار أن طهران تسعى لتمرير رسالة مزدوجة: تهدئة الشارع الداخلي، وتوجيه إشارة للغرب بأنها تملك بدائل جيوسياسية حقيقية، وعلى رأسها الاتفاقية الاستراتيجية مع بكين التي تبلغ قيمتها 400 مليار دولار.

إسرائيل تراقب… وترامب يلوّح بصفقة

وفي المقابل، فإن الضغوط الإسرائيلية تتصاعد، حيث تشير تقارير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضغط لشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكنها لن تتم دون ضوء أخضر من واشنطن.

وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب تبدو منفتحة على “صفقة أفضل”، لا تُحرج واشنطن داخليًا، وتمنح إيران بعض المكاسب الرمزية دون المساس ببنية العقوبات الأساسية.

وفي الوقت ذاته، وصل علي أكبر أحمديان، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، إلى موسكو، في زيارة تؤكد توسع إيران في تحالفاتها الإقليمية والدولية ضمن استراتيجية تهدف إلى موازنة الضغوط الغربية.

هل تقترب صفقة إيران النووية؟

وفي ظل التحركات العُمانية المدروسة، والانفتاح الحذر من واشنطن، والتنسيق الإقليمي المتزايد بين طهران وموسكو، تبدو كل المؤشرات تصب في اتجاه اتفاق مرحلي جديد، لكنه اتفاق دقيق التوازنات، يحتاج إلى ضمانات متبادلة: تحفظ لإيران سيادتها النووية، وتطمئن واشنطن وإسرائيل بعدم وجود نوايا تسلّحية.

وفي النهاية، تبقى زيارة بزشكيان إلى عُمان مؤشرًا واضحًا على أن اللعبة الدبلوماسية مستمرة، وأن “الصفقة الكبرى” بين إيران والولايات المتحدة قد تكون أقرب مما تبدو، بشرط أن تُحسن الأطراف استخدام الوقت والوسطاء.

spot_img