بين الجوع والتشريد والحرمان من التعليم والطعام والأمان والتجنيد الإجباري والاستغلال كدروع بشرية والعيش خوفًا من الألغام، يحيا الأطفال في اليمن بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثي، ليتخلوا عن براءتهم والحياة التي ينعم بها أمثالهم.
لم يسلم الأطفال من انتهاكات الحوثي الضخمة المريرة ضد الأبرياء، ويعانون من الإرهاب والحرمان من كافة الخدمات والاهتمامات وأسس الحياة الكريمة التي نص عليها القانون الدولي، ليتم الزج بهم إلى المعارك والتطرف والإرهاب.
وفي آخِر تلك الوقائع، استمرارًا لخروقات الحوثي للهدنة الأممية، قبل أيام، سقط طفل لم يتجاوز عامه الأول في الحياة، محمد محمود هبه كرين، بسبب رصاص الحوثيين ضد المدنيين الأبرياء والعزل، في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، غرب البلاد.
وأصيب الطفل “طل” اليمني برصاصة في الجانب الأيسر من الظهر برصاص الحوثيين، وهو داخل منزله في حيس، رغم محاولات الأهالي لإنقاذه.
تعتبر تلك الواقعة، ضِمن سلسلة ضخمة من الانتهاكات الجسيمة للحوثيين بحق الأطفال، منذ الانقلاب على السلطة الشرعية عام 2014، حيث تتجاوز 65 ألف انتهاك بين القتل والتجنيد والإخفاء والحرمان من التعليم، في عام 2019.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، العام الماضي، إن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان في حياة الأطفال في العالم، حيث إن الحوثيين عسكروا المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وأجبروا المدرسين على تلقين الطلاب شعاراتهم، وتحريضهم على الالتحاق بجبهات القتال.
ومنذ مايو 2015 وحتى يونيو 2020، قام المشرفون الحوثيون، ومسؤولو وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثي والمعلمون المتطوعون باستخدام التعليم وتلاعبوا به بطريقة إستراتيجية وواسعة النطاق كجزء من جهود تجنيد الأطفال.
منذ مارس 2015 وحتى إبريل 2018، تعرض حوالي 1500طفل يمني للقتل على يد ميليشيا الحوثي، وأكثر من 4000 مصاب، إضافة إلى رصد تحالف رصد الحقوقي اليمني تجنيد ميليشيا الحوثي 1200 طفل خلال عام وربع، فضلاً عن اختطاف الأطفال في وضح النهار من المدارس أو المنازل وأخذهم عنوة من أسرهم، بجانب استغلال الأطفال في زراعة الألغام.