ذات صلة

جمع

ليبيا تقترب من لحظة الانفجار.. حراك غاضب يهدد عرش الدبيبة وتحالفات الإخوان

تشهد العاصمة الليبية طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي...

فرنسا تحذّر من اختراقٍ إخواني صامت.. خطة أمنية للتصدي للتمدد من الداخل

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، اجتماعًا عالي...

خريطة المواجهة تُرسم من بغداد.. رسالة أمريكية تُشعل الملف الإيراني

في خطوة دبلوماسية لافتة، كشف مصدر رفيع في وزارة...

غزة تتآكل جوعًا.. مساعدات محاصرة ومخابز تئن تحت القصف

وسط ركام الحرب والحصار، ما تزال المجاعة تهدد أرواح...

ليبيا تقترب من لحظة الانفجار.. حراك غاضب يهدد عرش الدبيبة وتحالفات الإخوان

تشهد العاصمة الليبية طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي تصاعدًا غير مسبوق في الغضب الشعبي، تجلّى في مظاهرات حاشدة انطلقت مساء الجمعة، تحت شعار “جمعة الخلاص”، مطالبة بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة وحل جميع الأجسام السياسية المنتهية الشرعية، وسط اتهامات مباشرة لـجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة الالتفاف على الحراك وحماية حلفائها في السلطة.

وما تشهده حاليًا ليبيا يعيد إلى الأذهان مراحل مفصلية من تاريخها السياسي المضطرب، حيث يتحرك الشارع اليوم بلا قيادة واضحة لكن بأصوات غاضبة تطالب بالتغيير الجذري، وترفض استمرار ما تصفه بـ”حكم الميليشيات والتحالفات الفاسدة”.

ميدان الشهداء يمتلئ بالغضب

ومن مدن الزاوية وسوق الجمعة ومصراتة، خرجت حشود ضخمة نحو ميدان الشهداء في قلب العاصمة طرابلس، رافعين لافتات تطالب بـ”إقالة حكومة الدبيبة، وحل المجلس الرئاسي والبرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وتكليف مجلس رئاسي وطني لوضع خارطة طريق جديدة”.

ويعتبر حراك أبناء سوق الجمعة، أبرز القوى الدافعة للتظاهرات، حيث وجّه نداءً إلى المواطنين أكد فيه تمسكه بالسلمية، قائلاً: “نجتمع اليوم لنرفع صوتنا عاليًا للمطالبة بحقوقنا المشروعة، مؤمنين بأن السلمية هي أقوى سلاح في وجه الفساد والظلم… لن نسمح لأحد بتشويه صورتنا”.

وبينما تدفق المواطنون إلى ميدان الشهداء في طرابلس، خرج آخرون في مصراتة وأحياء من الجنوب، في تحرك منسق لا يقتصر فقط على العاصمة، بل يعبّر عن موجة غضب عامة ضد الوضع السياسي الراهن.

الدبيبة يناور… و”الإخوان” يحشدون

وردًا على الزخم الشعبي المتزايد، أطلقت أطراف موالية للدبيبة دعوات لحشد مضاد يوم السبت، ورفعت شعار “نعم للدولة، لا للميليشيات”، في محاولة للظهور كمدافعة عن الاستقرار أمام ما وصفوه بمحاولات “زرع الفتنة”.

ولكن يرى مراقبون، أن هذه التحركات محاولة لخلط الأوراق واحتواء المظاهرات، خصوصًا أن التحشيد المضاد جاء عبر جهات متحالفة بشكل واضح مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تُتهم بمحاولة حماية الدبيبة والبقاء في المشهد عبر دعم الأجسام السياسية التي تتيح لها النفوذ.

وزاد من هذا الانطباع، التحريض الصريح من المفتي المعزول الصادق الغرياني، أحد أبرز وجوه الإخوان، ضد المحتجين، ووصفهم بأنهم “يموتون ميتة جاهلية”، وهي تصريحات اعتُبرت تهديدًا مباشرًا لأي حراك شعبي لا يمر عبر قنوات الإسلام السياسي.

تحركات أمنية مكثفة… وخشية من الانفجار

وبالتزامن مع المظاهرات، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة عن نشر قواتها وتأمين العاصمة ضمن خطة أطلقت عليها “الخطة المشتركة لتأمين طرابلس”، وسط تخوفات من احتمالات الانزلاق إلى مواجهات.

وأكدت الإدارة العامة للدعم المركزي تكثيف الدوريات ونقاط التفتيش، فيما لوحظت تحركات أمنية كثيفة قرب مداخل طرابلس، تحسبًا لأي تصعيد محتمل.

دعم دولي لحق التظاهر.. ورفض لاستخدام القوة

فبما أبدى المجتمع الدولي، ممثلاً في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، دعمه الكامل لحق الليبيين في التظاهر السلمي، وحذّر من استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو، عقب اجتماعه مع وزير الداخلية عماد الطرابلسي: إن الاتحاد يرفض رفضًا قاطعًا استخدام القوة، داعيًا إلى “الحفاظ على الهدوء وضمان حرية التعبير”.

بدورها، شددت المبعوثة الأممية هانا تيتيه، على أن “حق الاحتجاج السلمي أساسي، ولا يجوز قمعه، حتى في حال حدوث اضطرابات يجب أن يكون الرد متناسبًا ويهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات”.

الإخوان والميليشيات.. المحور الخفي في المشهد

وبينما ترفع الحناجر في الميادين شعار “إسقاط الأجسام السياسية”، تسلط الأنظار مجددًا على شبكة المصالح المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، التي يراها كثيرون مسؤولة عن ترسيخ الفوضى السياسية وعرقلة أي انتقال ديمقراطي حقيقي في البلاد.

وتتهم قوى مدنية ليبية الجماعة بأنها تقف وراء تعويم حكومة الدبيبة، والتلاعب بخطابات “الشرعية” والدولة المدنية” بهدف حماية نفوذها في الغرب الليبي، متحالفة في ذلك مع مجموعات مسلحة تستفيد من استمرار الوضع الراهن.

هل ذلك شرارة التغيير أم بوابة الفوضى؟

ما تعيشه ليبيا الآن، وفق محللين، هو لحظة فارقة بين خيارين: إما الاستماع إلى نبض الشارع والاستجابة لمطالبه بتغيير جذري، أو الركون إلى القمع والمراوغة السياسية، بما قد يُفضي إلى انفجار لا يمكن احتواؤه.

وأكد مراقبون، ان المظاهرات الحالية تعكس حالة غير مسبوقة من السخط الشعبي، لكن في الوقت ذاته، تعاني من غياب قيادة واضحة أو مشروع سياسي بديل، ما يفتح الباب أمام مخاطر الفوضى أو محاولات الالتفاف على الحراك الشعبي من قبل قوى أمر واقع، من ضمنها جماعة الإخوان والمجموعات المسلحة المتحالفة معها.

وأشاروا أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تقرير مستقبل الحراك، بين أن يتحول إلى قوة ضغط منظمة تُجبر السلطة على تقديم تنازلات، أو أن يُجهض كما أُجهضت حركات احتجاجية سابقة، في بلد تبتلع فيه الميليشيات كل صوت حر.

spot_img