ذات صلة

جمع

إيران تُفاوض بلا نية اتفاق.. المشروع النووي يتمدد تحت غطاء ” الدبلوماسية”

في ظل تجدد المساعي الدولية لإحياء الاتفاق النووي، تكشف...

عندما يتحوّل العلاج إلى خطر.. سطوة الإخوان تمتد إلى مستشفيات تعز

حالة متصاعدة من الأنفلات الأمني التي تعيشها مدينة تعز،...

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

عندما يتحوّل العلاج إلى خطر.. سطوة الإخوان تمتد إلى مستشفيات تعز

حالة متصاعدة من الأنفلات الأمني التي تعيشها مدينة تعز، تجسدها أحداث متكررة من الفوضى داخل مؤسسات يفترض أن تكون أماكن لعلاج المرضى والجرحى، إلا أن المستشفيات في تعز تحولت مؤخرًا إلى ساحة اشتباك بين مجاميع تابعة لحزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن.

ماذا حدث في مستشفى الروضة؟

وأحدث تلك الحوادث وقع مؤخرًا داخل محيط مستشفى الروضة، حين تحولت ساحته إلى ساحة اشتباك بين مجاميع مسلحة تابعة لحزب الإصلاح، الاشتباك المسلح الذي امتد إلى داخل أروقة المستشفى أسفر عن مقتل مواطن يمني وإصابة آخر بجروح.

وذلك في مشهد أثار الذعر بين المرضى وأفراد الطاقم الطبي، وأعاد إلى الواجهة أسئلة مؤلمة حول مستقبل الأمن في تعز، ودور تلك الفصائل المسلحة التي باتت تتحرك دون رادع، حتى داخل مؤسسات الرعاية الصحية.

الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي استهدفت مرافق صحية خلال الأعوام الماضية، في وقت تغيب فيه سلطة الدولة ويتراجع دور الأجهزة الأمنية أمام تمدد الميليشيات ذات الولاء السياسي.

المستشفيات تحت النفوذ لا الحماية


مستشفيات تعز، وفي مقدمتها مستشفى الروضة، باتت تستخدم كورقة ضغط، وساحة تصفية حسابات داخل المدينة، في ظل تموضع فصائل مسلحة تدين بالولاء لحزب الإصلاح.

وحوادث الاقتحام المتكررة لم تقتصر على الاعتداءات الجسدية، بل وصلت إلى حد الاعتداء على أطباء وممرضين، بينهم الاستشاري السوري محمود عباس، الذي أصيب خلال اقتحام مسلح في شهر فبراير الماضي.

الحادثة أثارت حينها غضبًا واسعًا، خاصة بعد أن تم تجاهل مطالبات الأطباء بالتحقيق الجاد ومعاقبة الجناة.

والكوادر الطبية في مستشفى الروضة خرجت في وقفات احتجاجية للمطالبة بحمايتهم من بطش المسلحين، لكن دون جدوى، وسط عجز كامل من قبل السلطات المحلية التي لم تتمكن من ضبط الوضع أو حتى محاسبة المتورطين.

والنتيجة أن بعض الأطباء غادروا المدينة، وآخرون توقفوا عن تقديم خدماتهم في ظل غياب الضمانات الأمنية، حيث ان التدهور لم يؤثر فقط على حياة الأطباء، بل انعكس مباشرة على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، الذين باتوا يعيشون في خوف من أن يتحول أي مستشفى إلى ساحة قتال جديدة.

انهيار ثقة وغياب دولة

الوضع في تعز اليوم يعكس حقيقة مؤلمة، فالمستشفيات تحولت من مراكز للعلاج إلى بؤر تهديد، في وقت تستمر فيه الأطراف المتنازعة في استخدام مؤسسات الدولة كأدوات لتعزيز النفوذ، بدلا من حمايتها وتطويرها.

ضعف السلطة المركزية، وتواطؤ بعض الجهات المحلية، ساهم في خلق بيئة خصبة للفوضى، جعلت من الكوادر الطبية والعاملين الصحيين أهدافا سهلة، في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على الخدمات الصحية بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في المدينة.

spot_img