ذات صلة

جمع

روسيا تقترب من مليون ضحية في أوكرانيا.. صيف دموي يكشف كلفة الحرب الباهظة

بينما تستعر المعارك في شرق أوكرانيا خلال صيف 2025،...

السودان على حافة الموت جوعًا.. الحرب تقتل الطفولة

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يتجه السودان بسرعة...

من الميدان إلى المحنة.. هل انتهى مشروع الإسلام السياسي الإخواني؟

مع اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، بدا أن...

قمة بغداد 34.. ملفات نارية على طاولة الزعماء العرب وسط تحديات إقليمية متصاعدة

تتجه أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، التي تستضيف القمة العربية الرابعة والثلاثين غدًا السبت، وسط تطورات إقليمية متسارعة وأزمات متشابكة تعصف بعدة دول عربية، وتمثل هذه القمة الرابعة في تاريخ العراق، وتحظى بأهمية خاصة نظرًا للملفات الساخنة المطروحة على جدول أعمالها، وفي مقدمتها الحرب في غزة، والتوتر المتصاعد في الإقليم، وأزمات الأمن والاستقرار في دول مثل السودان واليمن وليبيا وسوريا.

ورغم عدم إعلان أسماء جميع القادة المشاركين، إلا أن وزارة الخارجية العراقية أكدت أن المشاركة ستكون “نوعية ومكثفة”، مشيرة إلى أن القمة ستشهد قرارات استثنائية، تعكس أهمية المرحلة وخطورة التحديات.

القضية الفلسطينية تتصدر أجندة القمة

وتُعد القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من أبرز الملفات المطروحة، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحذيرات من حرب إقليمية أوسع.

وأعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أمله في أن تصدر القمة رسالة موحدة تطالب بوقف حرب الإبادة التي تنفذها حكومة الاحتلال، ووقف مخططات اليمين المتطرف التي تُهدد الأمن القومي العربي.

وقال أبو الغيط إن “رؤيتنا لقضايانا يجب أن تكون موحدة، وينبغي تعزيز الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل”، مؤكدًا أن النزاعات في السودان واليمن والصومال وليبيا تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

مبادرات عراقية لتأسيس مراكز أمنية وتنموية عربية

ومن المتوقع أن تطرح الحكومة العراقية مبادرات استراتيجية عدة خلال القمة، من بينها: تأسيس مراكز عربية لمكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، وإنشاء غرفة تنسيق أمني عربية، وإطلاق صندوق تعاون عربي لإعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاعات.

وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أن بغداد تسعى إلى ترسيخ العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات بمواقف موحدة تحفظ مصالح الشعوب وتعزز التعاون في مجالات التنمية والسلام.

بغداد.. منصة للسلام والاستثمار

ومن جانبه، أشار هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية العراقي، إلى أن بغداد تستثمر هذه القمة لإبراز التحول الإيجابي في الوضع الأمني والسياسي العراقي، وسعي الحكومة إلى جذب الاستثمارات العربية في قطاعات الطاقة المتجددة، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والمصارف.

كما أوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن القمة ستشهد تمثيلًا عربيًا كاملًا، إلى جانب حضور شخصيات دولية بارزة، بينها الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس الحكومة الإسبانية.

فيما منحت الحكومة العراقية تراخيص لأكثر من 550 صحفيًا وإعلاميًا من داخل وخارج العراق لتغطية القمة، إضافة إلى 20 منظمة واتحاداً تابعين لجامعة الدول العربية، في مؤشر على أهمية الحدث ورغبة العراق في إظهار استقراره السياسي والأمني.

ملفات ساخنة تنتظر الحسم

وتتطلع الحكومة العراقية إلى أن تثمر القمة عن نتائج عملية في ملفات عدة، منها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعمل على إعادة إعمار القطاع، وإنهاء الصراعات في اليمن والسودان والصومال وليبيا، وتعزيز الاستقرار السياسي في سوريا.

كما تأمل التوصل إلى نتائج فيما يخص دعم المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، ودفع العلاقات الاقتصادية البينية، وزيادة حجم الاستثمارات العربية، وتعزيز التنسيق العربي في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الدولية.

هل تنجح قمة بغداد في إعادة تفعيل الدور العربي الجماعي؟

وفي ظل تصاعد التهديدات الخارجية، وانقسام المواقف العربية إزاء عدد من الملفات، يبرز تساؤل مهم: هل تنجح قمة بغداد في تجاوز الخلافات وتفعيل العمل العربي المشترك؟

وتاريخيًا، غالبًا ما انعكست الانقسامات الجيوسياسية بين الدول العربية على أداء الجامعة، لكن قمة 2024 تأتي وسط إدراك متزايد بأن التهديدات العابرة للحدود، من الإرهاب إلى الأمن الغذائي والمائي، تتطلب تعاونًا يتجاوز الشعارات.

لذا، تُراهن بغداد على تقديم نموذج لعقد قمة فعالة، تدفع نحو تحول حقيقي في آليات العمل العربي الجماعي، لا سيما أن الوضع الإقليمي يوشك على الانفجار في أكثر من جبهة.

spot_img