ذات صلة

جمع

دولة في الظل.. كيف أعاد الإخوان اختراق مفاصل الحكم عبر بوابة البرهان؟

في ظل تصاعد الأحداث في السودان، تتجه الأنظار نحو...

وسط التوترات الإقليمية.. ماذا تحمل زيارة ترامب للسعودية من رسائل وأهداف؟

في خضم تصاعد الأزمات الإقليمية، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد...

مقتله تسبب في اشتباكات عنيفة بطرابلس.. من هو عبد الغني الككلي “غنيوة”؟

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الساعات الماضية، اشتباكات عنيفة...

خلايا في الظل.. كيف يجند الإخوان أتباعهم في أوروبا؟

وسط مدن أوروبية تنعم بالاستقرار، تنشط جماعة الإخوان في...

من صواريخ إلى الخردة.. قادة حوثيون يتصارعون على أنقاض مطار صنعاء

في ظل التصعيد الإقليمي الأخير، كشفت مصادر مطلعة في...

خلايا في الظل.. كيف يجند الإخوان أتباعهم في أوروبا؟

وسط مدن أوروبية تنعم بالاستقرار، تنشط جماعة الإخوان في الخفاء، مستثمرة البيئة الديمقراطية لتوسيع نفوذها، وتجنيد أتباع جدد عبر أدوات متطورة وأساليب متعددة.

وخلف واجهات دينية وثقافية واجتماعية، تدير الجماعة عمليات تأثير دقيقة تستهدف الشباب والمهاجرين، مستخدمة مزيجًا من النشاط الرقمي التقليدي والافتراضي في آن واحد.

دراسة حديثة صادرة عن مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا تكشف ملامح هذا النشاط، مشيرة أن جماعة الإخوان وحلفاءها من الحركات الإسلاموية، مثل “ميلي غوروش” التركية، تستغل مناخ الحريات والانفتاح في أوروبا لتثبيت أقدامها وتعزيز حضورها، مستخدمة خطابًا مرنًا يناسب كل فئة عمرية وبيئة اجتماعية.

منابر متعددة.. وخطاب موجه

تمتلك جماعة الإخوان شبكة واسعة من الجمعيات والمساجد والمنظمات التعليمية، تستخدمها كمنصات لاستقطاب الفئات الأكبر سنًا، مستغلة الروابط الدينية والثقافية، فيما تعتمد على وسائل الإعلام الرقمية لاستهداف الشباب الأوروبي المسلم، وخاصة من أصول مهاجرة.

وتقوم الخطة على مخاطبة مشاعر الغربة والتمييز، والترويج لفكرة أن الجماعة هي الحصن الأخير للهوية الإسلامية.

ويتم تصميم الرسائل بعناية لتغذية مشاعر الغضب، وبث سرديات المظلومية، مع توظيف محتوى احترافي مدعوم بصور وفيديوهات مؤثرة.

ومع تطور الخوارزميات الرقمية، باتت الجماعة قادرة على الوصول إلى جمهور محدد بدقة، وممارسة تأثير متواصل عبر غرف صدى رقمية تقصي الرأي الآخر، وتعزز التطرف الفكري والانفصال عن المجتمع المحيط.

تحركات عابرة للحدود

في ألمانيا، كشفت دراسات وتقارير استخباراتية عن جماعات جديدة تنشط تحت شعارات إسلامية، لكنها تحمل فكرًا متطرفًا يرتبط بتنظيمات محظورة.

إحدى هذه المجموعات تعرف باسم “مسلم إنتراكتف”، ظهرت قبل نحو ثلاث سنوات، ونظمت مظاهرات حاشدة، واستخدمت منصات التواصل الاجتماعي كأدوات رئيسية في بناء شبكتها، وقد نسبت السلطات الأمنية هذه المجموعة إلى حزب التحرير، المحظور منذ عام 2003، والمنبثق عن جماعة الإخوان.

هذه الكيانات الجديدة لا تتحرك منفصلة عن التنظيم الأم، بل تعمل وفق خطط متكاملة لتوسيع الحضور الإسلاموي، مستخدمة قضايا مثل الإسلاموفوبيا والعنصرية لتبرير خطابها وتجنيد مزيد من الأتباع.

أدوات حديثة لأجندة قديمة

ما يميز نشاط الإخوان في أوروبا هو قدرته على التكيف مع البيئة المحلية، دون التخلي عن مشروعه الفكري والسياسي، الجماعة تستخدم حرية التعبير والعمل الجمعياتي لحماية تحركاتها، وتقدم خطابًا مزدوجًا، معتدل أمام العلن، ومتطرف في الداخل، وفي ظل هذا النهج، تسعى الجماعة إلى بناء مجتمع موازٍ داخل المجتمعات الأوروبية، يرفض النموذج الديمقراطي، ويغذي فكرًا دينيًا مسيسًا.

ورغم تزايد التحذيرات من خطر التغلغل الإخواني، ما تزال المواجهة الأوروبية لهذا النشاط محدودة الأثر، خاصة أن أغلب التحركات تتم في مساحات رمادية قانونية، يصعب ضبطها أمنيًا دون خطوات متكاملة تشمل التوعية، والتثقيف، ومراقبة التمويل، وتعزيز اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الأوروبية، بعيدًا عن الخطابات العازلة والمؤدلجة.

spot_img