في ظل التصعيد الإقليمي الأخير، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء عن تصاعد صراعات داخلية بين قادة في جماعة الحوثي، وذلك للسيطرة على حطام الطائرات المدمرة ومخلفات منشآت مطار صنعاء الدولي، عقب الضربات الجوية الإسرائيلية التي ألحقَت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية للمطار.
ورغم تحميل الحكومة اليمنية للحوثيين مسؤولية دمار ثلاث طائرات مدنية تتبع الخطوط الجوية اليمنية، برزت على السطح ظاهرة جديدة أثارت سخطًا واسعًا في الأوساط الفنية والعمالية، حيث تسابق قادة حوثيون إلى تعيين مشرفين ميدانيين للإشراف على عملية نقل الحطام وبيعه كتجارة خردة.
وذكرت مصادر عاملة في قطاع الطيران، أن الفرق الفنية المكلفة بتقييم الأضرار لم تتمكن من أداء مهامها بسبب تدخلات من قيادات حوثية فرضت سلطة الأمر الواقع، واستولت على أجزاء من الحطام، بما فيها معدات ما زالت تعمل جزئياً أو يمكن إصلاحها.
وأظهرت صور تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي جرافات تابعة للجماعة وهي تنقل بقايا الطائرات وصالات المطار إلى خارج الموقع.
فشل في حماية الممتلكات العامة
عاملون في المطار أعربوا عن استيائهم من تسخير جماعة الحوثيين إمكاناتها لجمع الخردة، في وقت تتفاقم فيه معاناة الكوادر الفنية والموظفين جراء توقف المطار التام عن العمل.
وبحسب المصادر، فإن إدارة المطار وهيئات الطيران المدني التابعة للحوثيين أخفقت في إيقاف هذه الممارسات، بل إن التعليمات التي تلقوها قضت بمصادرة بقايا الطائرات والمعدات المكتبية والأثاث دون النظر إلى تقييم الضرر أو جدوى الصيانة.
وأكد فريق فني متخصص قام بتقييم الموقع بعد القصف أن بعض الأجزاء المتبقية ما تزال صالحة للاستعمال، وكان يمكن إعادة استخدامها في حال وجود نية لإعادة التشغيل الفعلي، لا تفكيكها لأغراض البيع والربح الخاص.
وفي السياق ذاته، كلفت الجماعة أحد قادتها ويدعى “المراني” بالإشراف على عمليات ترميم مبدئية لمدارج المطار، من دون توفر رؤية فنية واضحة أو مواصفات محددة، ما يعزز الشكوك حول هدف العملية برمتها.
اتهامات متبادلة ومسؤولية غائبة
الهجوم الإسرائيلي جاء بعد انفجار صاروخ أطلقته الجماعة بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب، ورداً على ذلك شنت إسرائيل ضربات جوية طالت مطار صنعاء، وأدت إلى دمار شامل للطائرات والمنشآت المدنية داخله.
وزارة النقل اليمنية حملت جماعة الحوثي المسؤولية عن الخسائر التي لحقت بشركة الخطوط الجوية اليمنية، مؤكدة أن استمرار احتجاز الطائرات في مطار صنعاء كان السبب المباشر في تدميرها.
وأشار بيان الوزارة، أن الحوثيين تجاهلوا دعوات رسمية سابقة لإخراج الطائرات إلى مطارات آمنة في المناطق المحررة أو إلى الخارج، وهو ما أدى إلى وقوعها في مرمى القصف.
كما أدان البيان إصرار الجماعة على الاحتفاظ بطائرة وحيدة نجت من الضربات، ما زالت رابضة في مطار الملكة علياء بالأردن، وسط مخاوف من مصير مشابه.