أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تقدم كبير في المحادثات التي جرت بين بلاده والصين، في فيلا السفير السويسري بجنيف، في خطوة وصفها بأنها تمثل “إعادة ضبط كاملة” للعلاقات الثنائية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
رغم استمرار التصعيد في ملفات اقتصادية وسياسية عديدة، بدا أن اللقاء أعاد مؤقتًا فتح نافذة دبلوماسية كانت مغلقة منذ أشهر.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب: كان اجتماعنا اليوم مع الصين في سويسرا ممتازًا، ناقشنا العديد من الأمور واتفقنا على الكثير.
وأشار ترامب، أن اللقاء جرى في أجواء “ودية ولكن بناءة”، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة، ما يشير إلى رغبة واشنطن في إبقاء بعض الملفات مفتوحة أمام تفاوض هادئ.
قضايا اقتصادية وتجارية تتصدر المحادثات
أوضح ترامب، أن الملفات الاقتصادية كانت في قلب النقاش، حيث عبر عن رغبة الولايات المتحدة في رؤية “انفتاح صيني أكبر على الشركات الأميركية”، وهو ما اعتبره “أمرًا يصب في مصلحة البلدين معًا”، وأضاف: “تم إحراز تقدم كبير”.
تأتي التصريحات في ظل توتر متصاعد بين البلدين، خصوصًا في ما يتعلق بالتجارة، والتكنولوجيا، وحقوق الإنسان، وأمن المحيطين الهندي والهادئ، وهو ما يجعل أي حديث عن إعادة ضبط العلاقات محاطًا بالحذر، ومرهونًا بقدرة الطرفين على التوصل إلى خطوات فعلية.
الرسوم الجمركية في قلب التصعيد.. وخفضها مطروح على الطاولة
المحادثات في جنيف لم تنهي الجدل القائم بشأن الرسوم الجمركية بين البلدين، لكنها فتحت بابًا للنقاش حول خفضها، ترامب، الذي رفع الرسوم على المنتجات الصينية إلى 145٪ في الشهر الماضي، لمح إلى إمكانية تقليصها، قائلًا: رسوم بنسبة 80٪ تبدو مناسبة! الأمر يرجع إلى وزير الخزانة سكوت بيسينت.
من جانبها، ردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى 125٪، في واحدة من أكثر جولات التصعيد الاقتصادي حدة بين الطرفين منذ بدء الحرب التجارية قبل أعوام.
تشكيك في النتائج.. ولكن تهدئة محتملة
في المقابل، شككت سون يون، مديرة البرنامج الصيني في مركز ستيمسون، في أن تكون المحادثات قد تمخضت عن نتائج ملموسة، لكنها لم تستبعد أن تكون بداية لخفض تدريجي في حدة التوتر.
وقالت يون: أفضل سيناريو هو أن يوافق الطرفان على خفض التصعيد في الوقت ذاته، مضيفة أن أي خفض بسيط للرسوم سيكون إشارة إيجابية، فلا يمكن أن يقتصر الأمر على الكلمات فقط.
غياب الرد الصيني الرسمي
ولم تصدر بكين أي بيان رسمي بشأن اللقاء، وهو ما يترك مساحة للتكهنات حول حقيقة ما تم الاتفاق عليه، مغادرة مواكب السيارات السوداء للفيلا الخاصة بالسفير السويسري، حيث جرى اللقاء، لم تحمل مؤشرات واضحة على نتائج ملموسة، لكنها تؤكد أن المحادثات تمت، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون من الجانبين.