في مقابلة مطوّلة بثّتها قناة “فوكس نيوز” الأميركية، فجّر الخبير الأمني روبرت غرينوي، مدير مركز آليسون للدراسات الاستراتيجية، جدلاً واسعاً حول الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران، محذّراً من أن التعامل مع النظام الإيراني بلغة التهدئة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد.
غرينوي شدّد على أن ما يُروَّج له البعض من أن أي مواجهة عسكرية مع إيران ستقود إلى “حرب إقليمية شاملة” هو مجرّد “أسطورة سياسية”، تُستخدم كذريعة للتراجع والخضوع، وليس لها أساس حقيقي في تاريخ المواجهات مع طهران.
وأوضح أن إيران، وعلى مدار عقود، لم تتراجع إلا عندما واجهت مواقف حازمة أظهرت استعداداً حقيقياً للمواجهة، مؤكداً أن سياسة التهدئة والردع اللفظي فقط أعطت النظام الإيراني مزيداً من الوقت لتعزيز ترسانته العسكرية وتوسيع نفوذه في المنطقة.
صواريخ عابرة للقارات… والهدف: العمق الأميركي
أخطر ما جاء في تصريحات غرينوي هو تأكيده أن إيران باتت قريبة من امتلاك صواريخ عابرة للقارات يمكن تزويدها برؤوس نووية، وهو تطوّر اعتبره نقطة تحوّل في معادلة الأمن القومي الأميركي.
وقال إن امتلاك طهران لهذا النوع من الأسلحة سيمنحها قدرة مباشرة على تهديد الأراضي الأميركية، وهو ما لم يكن مطروحاً بجدية من قبل، فضلاً عن قدرتها على زعزعة الاقتصاد العالمي عبر استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية، مثل مضيق هرمز.
وحذّر من أن الرد الأميركي على أي تهديد إيراني قد يصبح مستحيلاً أو محفوفاً بتبعات كارثية إذا أصبحت إيران دولة نووية، حيث سيكون أي تحرّك عسكري حينها مخاطرة غير محسوبة.
السباق النووي: لحظة الانفجار تقترب
وحين سأله المذيع عن الخطوة التالية في حال تخطّت إيران العتبة النووية، أجاب غرينوي بشكل حاسم: “الخيارات ستكون ضيّقة وخطيرة جداً، ولهذا السبب فإن الوقت الآن هو وقت التحرك، لا الانتظار”.
ورأى أن امتلاك إيران للسلاح النووي لن يهدد الأمن الأميركي فحسب، بل سيفتح الباب أمام سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط، خاصة من قبل دول تشعر بأنها مهدّدة من التوسّع الإيراني، مثل السعودية وإسرائيل ومصر.
وشدّد على أن منع إيران من امتلاك هذا النوع من الردع يجب أن يكون أولوية قصوى للولايات المتحدة وحلفائها، لأن التعامل مع طهران بعد حصولها على قدرات نووية سيحوّل كل قواعد اللعبة، ويجعل أي ردّ فعل سياسي أو عسكري محفوفاً بمخاطر غير مسبوقة.