ذات صلة

جمع

إخلاء قسري وخوف في صنعاء.. الحوثيون يواجهون اختبار البقاء

تعيش العاصمة اليمنية صنعاء حالة متفاقمة من التوتر والخوف...

اشتباكات حدودية تنذر بالخطر.. هل يتحول التوتر بين الهند وباكستان إلى مواجهة مفتوحة؟

في ظل تصاعد التوترات العسكرية والدبلوماسية بين الهند وباكستان،...

صفقة أميركية إيرانية مرتقبة.. هل تدفع سوريا واليمن والعراق الثمن؟

في مشهد يعكس تناقضات السياسة الدولية، تلوح في الأفق...

إخلاء قسري وخوف في صنعاء.. الحوثيون يواجهون اختبار البقاء

تعيش العاصمة اليمنية صنعاء حالة متفاقمة من التوتر والخوف مع تصاعد الغارات الجوية واستمرار المواجهات غير المعلنة. الغارات المكثفة التي تستهدف مواقع جماعة الحوثي الإرهابية أحدثت خللًا كبيرًا في الحياة اليومية؛ مما أجبر مئات العائلات على النزوح القسري وسط مشاهد من الذعر والرعب.

تحولت أحياء بأكملها إلى مناطق مهجورة، بعدما أصبحت مقرات حوثية متخفية وسط المدنيين أهدافًا رئيسية للضربات الجوية.

ومع كل انفجار، يتسع الخوف في قلوب السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين استراتيجيات عسكرية قاسية ومعاناة إنسانية متزايدة.

نزوح داخلي.. الرحيل إلى المجهول

مع استمرار الخطر، اضطرت العديد من العائلات إلى الفرار من منازلها بشكل عشوائي، الهروب لم يكن خيارًا سهلاً، بل جاء نتيجة حتمية لحماية الأرواح، حيث لجأت الأسر إلى أطراف العاصمة أو غادرت نحو مناطق ريفية بحثًا عن الأمان المفقود.

الطرق المؤدية إلى الضواحي شهدت ازدحامًا غير معتاد، فيما ضاقت القرى الصغيرة بالنازحين، الذين حملوا معهم قصص ألم تتجسد في عيون الأطفال ووجوه الأمهات، الأمل الوحيد لهؤلاء كان إيجاد مأوى مؤقت بعيد عن أصوات القصف ودوي الانفجارات.

الحوثيون.. تحصين الذات وتعريض المدنيين للخطر

صعدت مليشيات الحوثي الإرهابية من تحصين مواقعها داخل الأحياء السكنية المكتظة، عوضًا عن إبعاد المواجهة عن المناطق المدنية، عمدت إلى الاحتماء بالسكان، مستخدمة الأبرياء كدروع بشرية لعرقلة الضربات الجوية أو تقليل فاعليتها.

مشاهد سيارات عسكرية وعناصر مسلحة وهي تتسلل بين المنازل أصبحت مألوفة في صنعاء، بينما تواصل القيادات الحوثية التخفي بين المدنيين هربًا من الاستهداف المباشر، هذا التكتيك يعكس مستوى استخفاف الجماعة بحقوق المدنيين وكرامتهم، مما يضاعف المعاناة الإنسانية القائمة.

مخاوف من انفجار أمني وشيك

يتخوف سكان صنعاء من أن تكون هذه التحركات مقدمة لتصعيد عسكري أكثر حدة، الأحياء السكنية قد تتحول إلى خطوط اشتباك مفتوحة، مع احتمالية حدوث مواجهات دامية على الأرض؛ مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق إذا لم يتم احتواء الموقف.

القلق لا يقتصر على السكان المحليين فحسب، بل يمتد إلى المنظمات الإنسانية التي تحذر من أن استمرار هذه الديناميكية القاتلة سيؤدي إلى موجات نزوح جماعي أكبر، وتدهور الوضع الصحي والخدمي، وسط عجز المرافق العامة عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من النازحين.

في ظل هذا المشهد، أصبحت الحياة في صنعاء مغامرة محفوفة بالمخاطر، كل شارع، وكل مبنى، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى هدف، وكل لحظة صمت قد تنفجر في شكل كارثة، المدينة التي كانت تنبض بالحياة أصبحت اليوم رهينة لحسابات سياسية وعسكرية لا تعير وزنًا لمصير سكانها.

spot_img