ذات صلة

جمع

صفقة أم صدمة؟ ترامب يعيد تشكيل المسار النووي مع إيران

في مقابلة أجراها مع مجلة “تايم” في 22 أبريل...

الهند وباكستان على حافة الحرب النووية.. كشمير تُعيد شبح الدمار الشامل

في تصعيد خطير، شهدت منطقة كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية...

“العودة عبر الفوضى”.. كيف يُخطط إخوان الخارج لإشعال الداخل العربي من جديد؟

في أعقاب القرار الأردني بحظر جماعة “الإخوان المسلمين” ومصادرة...

تيار التغيير يُعلن الحرب الناعمة: ” مخطط إسقاط الأنظمة يبدأ من الأردن”

في مشهد يعكس مدى تغوّل جماعة الإخوان الإرهابية في...

كيف رسم الملف النووي الإيراني ملامح مستقبل الحوثيين في اليمن؟

بين أروقة الفنادق الأوروبية الفخمة، وتحت رعاية دبلوماسية عمانية، تدور مفاوضات شاقة بين النظام الإيراني والإدارة الأمريكية حول برنامج طهران النووي.

لكن ما يبدو للعلن خلافًا تقنيًا حول نسب التخصيب وضمانات التفتيش، يخفي خلفه شبكة معقدة من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الدور الإيراني في اليمن، حيث تواجه ميليشيات الحوثي لحظة مفصلية في مسارها السياسي والعسكري.

في 19 أبريل 2025، انعقدت جولة مفاوضات غير مباشرة في العاصمة الإيطالية روما، وسط مؤشرات متضاربة من الطرفين.

عباس عراقجي، رئيس الوفد الإيراني، تحدث عن “تفاهمات أولية”، لكنه تعمد تجاهل أي إشارة إلى البرنامج الصاروخي أو الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة.

في المقابل، أكد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكاف، أن واشنطن لن تقبل بإيران نووية، كاشفًا عن مقترحات لنقل جزء من مخزون اليورانيوم الإيراني إلى روسيا بإشراف دولي.

لكن ما لم يذكر على الطاولة رسميًا، هو ما يدور خلف الكواليس حول ورقة مليشيات الحوثي، الذين تحولوا من حليف ميداني لإيران في اليمن إلى عبء تفاوضي في ظل الضغوط المتزايدة على طهران.

ميليشيا خارج الحسابات؟

منذ سنوات، شكل الحوثيون الذراع الأبرز لطهران في جنوب الجزيرة العربية، دعم عسكري، مالي، وإعلامي وفّر لهم نفوذًا تجاوز حدود اليمن، لكن هذا النفوذ بدأ يتآكل مؤخرًا مع تشديد الحصار الإقليمي والدولي، ومع عودة الولايات المتحدة إلى سياسة الضغط القصوى.

يتم طرح مستقبل الحوثيين كجزء من صفقة أكبر، فواشنطن ترى أن تقليص الدعم الإيراني لهم سيكون مؤشرًا على “حسن النية”، بينما يحاول النظام الإيراني الحفاظ عليهم كورقة ضغط، دون إثارة المجتمع الدولي.

في حال اضطر النظام لتقديم تنازلات نووية، فإن إحدى أثمانها المرجحة ستكون تقليص حضوره في الملف اليمني.

تصدعات في الداخل الإيراني

بينما داخليًا، تعيش طهران حالة من الارتباك، علي شمخاني، مستشار المرشد علي خامنئي، حاول طمأنة الداخل بمنح الوفد التفاوضي “تفويضًا كاملاً”، لكن دعوات مثل تلك التي أطلقها حسين شريعتمداري للانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي تكشف الانقسام داخل مراكز القرار.

العقوبات الأمريكية وتراجع قيمة الريال الإيراني عمقا من الأزمة المعيشية، ما جعل الشارع الإيراني يراقب المفاوضات بحذر، أملاً في انفراجة اقتصادية، وقلقًا من أن يكون الثمن تخليًا عن أدوات النفوذ الخارجي، مثل الحوثيين وحزب الله.

من صنعاء إلى روما.. تداعيات محتملة

في اليمن، لا تخفى علامات القلق لدى قيادات الميليشيا الحوثية، فالتراجع الإيراني يعني فقدان خطوط الإمداد والدعم السياسي، وهو ما يفتح الباب أمام تحولات ميدانية سريعة، كما أن التحالف العربي بقيادة السعودية، بالتنسيق مع القوى الغربية، يترقب اللحظة المناسبة لفرض حل سياسي شامل ينهي دور الحوثيين كقوة أمر واقع.

إيران حتى اللحظة، ترفض الاعتراف علنًا بأي صلة بالمفاوضات حول اليمن، متمسكة بخطاب السيادة و”المقاومة”، لكن لغة الدبلوماسية تغيرت، لم تعد صنعاء خارج حسابات طاولة التفاوض، إنها بند غير معلن، لكنه حاضر بقوة في كل سطر من المحادثات النووية.

مستقبل معلق بين الميدان والدبلوماسية

إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي عادت إلى الواجهة بلهجة أكثر حزمًا، أعلنت أن دعم إيران للحوثيين يجب أن يتوقف “فورًا”.

في المقابل، رد وزير الخارجية الإيراني، بأن “واشنطن لا تملك الحق في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية”، في إشارة إلى تمسك النظام بخطابه المتشدد، وإن كان الواقع الاقتصادي والدبلوماسي قد يفرض عليه مسارًا آخر.

spot_img