ذات صلة

جمع

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

ما بعد الانسحاب.. سباق القوى على النفوذ في سوريا

في خطوة أربكت حسابات الإقليم، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل...

ترامب يخسر الحرب التجارية أمام التنين الصيني.. “التيليغراف” تكشف خريطة النفوذ المالي والاقتصادي لبكين

في تحليل نشرته صحيفة التليغراف البريطانية، أكد أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خسر بالفعل الحرب التجارية ضد الصين، مرجحةً أن بكين، بقوتها الاقتصادية والمالية العالمية، لن ترضخ للضغوط الأمريكية.

واستشهدت الصحيفة بتاريخ الصدام بين القوتين، قائلة: إن الولايات المتحدة ارتكبت سابقًا خطأ فادحًا حين دفعتها غطرستها العسكرية إلى تحويل الحرب الكورية عام 1950 إلى صراع مباشر مع القوات الصينية، رغم أن بكين آنذاك كانت دولة متخلفة اقتصاديًا.

أما اليوم، فالصين هي أكبر دائن مالي عالمي، وتسيطر على أصول أجنبية تقدر بنحو 6 تريليونات دولار، تشمل احتياطات رسمية وأصولًا تديرها البنوك المملوكة للدولة؛ مما يجعل من غير المنطقي، بحسب التقرير، أن تتمكن أمريكا المثقلة بالديون من إخضاعها.

خزانة أمريكية في أزمة وشيكة

وتشير “التليغراف”، أن الاقتصاد الأمريكي يواجه أزمة مالية متفاقمة؛ حيث انخفض معدل الادخار الوطني إلى 0.6% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، بينما وصل الدين الفيدرالي إلى 36 تريليون دولار، يتوجب على الخزانة الأمريكية إعادة تمويل 33% منه خلال 12 شهرًا فقط.

فالأزمة تُعقدها الحاجة المستمرة لجذب المستثمرين الأجانب، في ظل عجز مالي هيكلي بين 6% و7% من الناتج المحلي الإجمالي، واعتماد كبير على تمويل الدين بواسطة بيع سندات الخزانة.

ورغم أن الصين لم تتسبب مباشرةً في أزمة المزاد الأخير لسندات الخزانة الأمريكية، إلا أن الصحيفة تحذر من أن بكين قادرة على إثارة الذعر في الأسواق إذا قررت التأثير على المزادات عبر تخفيض مشترياتها من السندات أو التلميح بذلك.

بكين تعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي

وفي حين تراجعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة من 6.7% من ناتجها المحلي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي إلى 2.7% فقط حاليًا، إلا أن 86% من صادراتها تتجه إلى بقية دول العالم، في مقدمتها دول الجنوب العالمي التي باتت مندمجة في النظام الاقتصادي الصيني، خاصة عبر مشروع طريق الحرير البحري.

كما أصبحت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أكبر سوق للصين، متجاوزة الولايات المتحدة، بينما تميل أغلب دول الشرق الأوسط اليوم إلى المحور الصيني، وفقًا لتحليلات “كابيتال إيكونوميكس”.

سيطرة على المعادن النادرة. سلاح الصين الصامت

كما أبرز التقرير تحكم الصين في 90% من سلسلة توريد المعادن النادرة الضرورية لصناعات المستقبل، مثل أشباه الموصلات، والطيران، والمركبات الكهربائية، وشبكات الاتصالات المتقدمة (5G و6G)، مشيرة أن بكين تتحكم في هذه السوق الحيوية استراتيجيًا، وليس جغرافيًا أو بالصدفة.

وقد فرضت الصين بالفعل قيودًا على صادرات الغاليوم، الجرمانيوم، الأنتيمون، والجرافيت خلال العامين الماضيين، بعد أن أغرقت الأسواق بأسعار منخفضة عمدًا لتُقصي منافسيها، وتجبر الشركات الصينية على توسيع طاقاتها التكريرية بشكل مفرط.

الرسوم الجمركية في مهب الريح

ورغم تهديدات ترامب المتكررة بأنه لن يتراجع في وجه الصين، تساءلت “التليغراف”: من لا يلاحظ تراجعه المتكرر؟، فقد تراجع عن فرض رسوم كاملة على أوروبا، وتراجع أيضًا عن حظره للصين بعد إدراكه أن سعر هاتف آيفون أمريكي الصنع قد يتضاعف إلى 3000 دولار.

وحتى كندا والمكسيك نجتا من سياسته بعد تهديداته الأولى، بسبب التأثير السلبي المحتمل على أسعار السيارات الأمريكية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بتأكيد أن العالم بات يرى خدعة ترامب التجارية بوضوح، وأن الصين لا تحتاج إلا للانتظار حتى يُدرك الناخب الأمريكي حجم التراجع والخسارة في استراتيجية الرئيس السابق.

ومن اللافت أن تقريرًا صدر في مارس 2025 عن “مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكي” حذر من اعتماد الولايات المتحدة المفرط على سلاسل توريد خاضعة للنفوذ الصيني، خاصة في الصناعات الدقيقة، معتبرًا أن أزمة سلاسل الإمداد في 2020 كانت مجرد إنذار مبكر لتداعيات اقتصادية قد تكون أشد وطأة في المستقبل القريب.

spot_img