ذات صلة

جمع

ترامب يُجمّد المواجهة مع العالم ويشعلها مع بكين: هدنة مشروطة وحرب قادمة

في تحولٍ لافتٍ في لهجة التصعيد التجاري، أعلن الرئيس...

عُمان تُعيد إحياء الخط الساخن: مفاوضات أمريكية إيرانية على صفيح نووي ساخن

تتّجه الأنظار إلى سلطنة عُمان، حيث تنطلق يوم السبت...

بداية حرب جديدة في غزة.. تحول جذري نحو احتلال طويل الأمد وأجندات استيطانية

لم تعد الحرب الجارية في قطاع غزة امتدادًا مباشرًا...

رسائل نارية بين تهديد ترامب ورد طهران.. مفاوضات عُمان في مهب التصعيد النووي

في تصعيد جديد للتوترات بين واشنطن وطهران، ألمحت إيران...

رسائل نارية بين تهديد ترامب ورد طهران.. مفاوضات عُمان في مهب التصعيد النووي

في تصعيد جديد للتوترات بين واشنطن وطهران، ألمحت إيران إلى احتمال اتخاذ خطوات نووية متقدمة قد تعرقل المساعي الدبلوماسية لاستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، وذلك ردًا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عملية عسكرية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق وفرضه لعقوبات جديدة بالأمس.

مستشار خامنئي يلوّح بردود “غير تقليدية”

وقال علي شمخاني، المستشار البارز للمرشد الإيراني علي خامنئي، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، اليوم الخميس: إن بلاده “قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا استمرت التهديدات الخارجية أو تم تنفيذ هجوم عسكري ضدها”.

وأضاف شمخاني: أن “نقل المواد المُخصّبة إلى مواقع آمنة وغير معروفة داخل إيران قد يكون خيارًا مطروحًا”، ما يُعد تصعيدًا إضافيًا في موقف طهران بشأن برنامجها النووي، ويزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي.

ترامب يصعّد… وإسرائيل على الخط

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح أمس الأربعاء، بأن الولايات المتحدة “لن تتردد في استخدام القوة العسكرية” إذا رفضت إيران التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وأكد أن إسرائيل ستكون في طليعة أي عملية عسكرية محتملة، في إشارة واضحة إلى تنسيق أمني محتمل مع تل أبيب.

كما أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حذر من أن أي تحركات تصعيدية من طهران، مثل طرد المفتشين أو زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، “ستُعدّ انحرافًا إضافيًا عن التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي، ما قد يُقوّض بشكل خطير فرص التوصل إلى تسوية سلمية.

وكانت الوكالة قد أعلنت مؤخرًا أن إيران رفعت بالفعل وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب عالي النقاء، الأمر الذي أثار قلقًا دوليًا واسعًا، ودفع العديد من الأطراف الدولية إلى المطالبة بعودة فورية إلى طاولة المفاوضات.

ويرى مراقبون، أن الخطاب التصعيدي من الطرفين قد يضع الشرق الأوسط على حافة أزمة جديدة، خاصة في ظل تصاعد التوترات في مناطق أخرى مثل اليمن، ولبنان، وغزة، وسوريا، ما يجعل أي خطأ استراتيجي كفيلًا بإشعال مواجهة واسعة النطاق.

هل تتأثر مفاوضات عمان؟

التصريحات التصعيدية تأتي في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية التي تقودها سلطنة عُمان لاستئناف المحادثات بين الجانبين، وبينما أعلنت واشنطن أن المفاوضات ستكون “مباشرة”، شدد مسؤولون إيرانيون على أنها “غير مباشرة وتُجرى عبر وسطاء”.

والتصعيد الأخير، سواء من خلال تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني، قد يؤثر بشكل مباشر وسلبي على مسار مفاوضات سلطنة عُمان، من حيث تآكل الثقة المتبادلة بسبب تصريحات ترامب عن “خيار عسكري” محتمل، توصل رسالة لإيران بأن واشنطن ليست جادة تمامًا بشأن الحلول السلمية.

وفي المقابل، تلويح إيران بطرد المفتشين ونقل المواد المُخصّبة سرًا يزيد من القلق لدى الغرب، ويُفسّر كتحرك نحو مزيد من التحدي، كما سيؤدي إلى إحراج الوسطاء العمانيين، حيث إن عُمان تعمل كوسيط محايد وتحاول تقريب وجهات النظر عبر محادثات غير مباشرة، لكن التراشق الإعلامي والتصعيد قد يجعل الطرفين أقل استعدادًا لتقديم تنازلات على طاولة التفاوض، مما يُضعف فعالية الوساطة.

فيما قد يواجه ترامب ضغطًا داخليًا من صقور الحزب الجمهوري لدفع إيران أكثر نحو الزاوية، والحكومة الإيرانية أيضًا تواجه ضغوطًا داخلية من التيار المحافظ الذي يرفض تقديم أي تنازل في ظل التهديدات الأميركية.

علاوة على تعقيد الملفات المطروحة، فالمحادثات يُفترض أن تركز على الملف النووي، لكن التصعيد قد يُدخل ملفات أخرى على الخط مثل الصواريخ الباليستية، والنفوذ الإقليمي، وهذا يعقّد المفاوضات ويُبطئها.

ولكن ليس بالضرورة أن تفضل المفاوضات، فالوساطة العمانية تتمتع بمرونة وخبرة طويلة في التعامل مع هذه الملفات، ولكن نجاحها يتطلب تهدئة إعلامية وضمانات متبادلة من الطرفين، وهو أمر صعب في ظل تصاعد التصريحات.

يُذكر أن الولايات المتحدة انسحبت في 2018، خلال الولاية الأولى لترامب، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، ما تسبب في انهيار التفاهمات السابقة وزيادة التوتر الإقليمي، ولا سيما في ظل الانفجارات المتكررة في منشآت إيرانية يُشتبه في علاقتها بالبرنامج النووي.

spot_img