منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023، تزايدت التقارير حول استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا من قبل الأطراف المتنازعة؛ مما أدى إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق بين المدنيين، وتشير الأدلة إلى تورط الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في استخدام أسلحة كيميائية وتقنيات عسكرية متطورة ضد السكان المدنيين.
استخدام الأسلحة الكيميائية
في يناير 2025، أفادت تقارير إعلامية بوجود أدلة تثبت تورط الجيش السوداني في استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا ضد قوات الدعم السريع، ونُشرت مقاطع فيديو تدعم هذه الادعاءات؛ مما أثار قلق المجتمع الدولي بشأن تصعيد خطير في استخدام مثل هذه الأسلحة.
كما كشفت مصادر سودانية، أن الجيش السوداني، وبالتعاون مع جماعة الإخوان، استخدم أسلحة كيميائية محرّمة دوليًا في معارك القصر الجمهوري وولايات أخرى، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بحسب وسائل إعلام سودانية ودولية.
وتبين أن الميليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني استخدمت للمرة الثالثة على الأقل غازات سامة “محرّمة دوليًا” ضد الدعم السريع، آخرها في معركة القصر الجمهوري بالخرطوم؛ ما أسفر عن إصابات خطيرة بين مقاتلي الدعم السريع والمدنيين.
الهجمات بالطائرات المسيّرة
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية الحيوية في السودان، بما في ذلك المستشفيات ومنشآت الكهرباء والمياه.
ونفذ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هذه الهجمات؛ مما أدى إلى تفاقم الانتهاكات ضد المدنيين. تسببت هذه الهجمات في خروج أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة وزيادة مخاطر تفشي الأمراض مثل الكوليرا بسبب تضرر أنظمة المياه.
الأسلحة المتطورة وتدفقها المستمر
كما كشفت منظمة العفو الدولية في يوليو 2024 عن تدفق مستمر للأسلحة إلى السودان من دول مثل الصين وروسيا وصربيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة واليمن، وأدى هذا التدفق إلى تأجيج الصراع وتفاقم معاناة المدنيين.
وعلى الرغم من حظر الأسلحة المفروض على دارفور، إلا أنه ثبت عدم فعاليته في منع وصول الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة.
وعثر عدد من السودانيين في واحدة من المواقع التي شهدت استخدام هذه الأسلحة من قبل ميليشيات البرهان، على براميل لم تنفجر تنبعث منها روائح غريبة وكريهة، وفقًا لما وثّقته مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع مؤخرًا؛ ما يعزّز الأدلة على أن جيش البرهان استخدم ذخائر تحتوي على مواد كيميائية قاتلة، حيث أفاد بعض الضحايا الذين تعرضوا لهذه الغازات بشعورهم باختناق شديد، وحروق في الجلد، وفقدان وعي مفاجئ، وهي أعراض تتطابق مع استخدام الغازات السامة المحظورة عالميًا.
انتهاكات حقوق الإنسان والقتل خارج نطاق القانون
لذا أعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء تصاعد عمليات القتل خارج نطاق القانون في الخرطوم بعد استعادة الجيش للمدينة.
وأفادت تقارير، بأن الجيش السوداني نفذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين يُشتبه في صلتهم بقوات الدعم السريع، مع انتشار مقاطع فيديو مروعة تظهر هذه الانتهاكات، ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، هذه الأفعال بأنها جرائم حرب ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
دعوات لوقف تدفق الأسلحة ومحاسبة المسؤولين
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إمدادات الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة في السودان، مشددة على أن استمرار تدفق الأسلحة يفاقم معاناة المدنيين ويؤجج النزاع، ولكن على الرغم من عدم تسمية الدول المتورطة في تزويد الأسلحة، إلا أن التقارير تشير إلى تورط عدة دول في هذا الشأن.
وتؤكد هذه التقارير على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات دولية فعالة لوقف استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا في السودان، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للمدنيين المتضررين من هذا الصراع المستمر.