ذات صلة

جمع

رسائل حماس إلى إيران.. هل طلب السنوار تمويل الحرب؟

في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا جديدًا في معركة الرواية،...

إفريقيا في مرمى الحوثيين: تهديدات حوثية تطرق أبواب البحر الأحمر

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن معطيات استخبارية إسرائيلية...

إيران: لا معنى للمفاوضات المباشرة مع واشنطن.. هل اقتربت الحرب؟

في تحول لافت يكشف عمق التوتر القائم بين طهران...

تهنئة الإخوان للجيش السوداني.. عودة عبر الخرطوم أم تمهيد لصراع أوسع؟

أثار بيان صادر عن “جبهة لندن” التابعة للتنظيم الدولي...

إسرائيل تسيطر عسكريًا على جنوب سوريا.. احتلال ناعم أم استراتيجية أمنية جديدة؟

في تحقيق ميداني استمر أربعة أيام، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن سيطرة غير مسبوقة تمارسها إسرائيل على مناطق جنوب سوريا، وخاصة القرى الواقعة في المنطقة العازلة السابقة التي كانت تخضع لمراقبة الأمم المتحدة لعقود.

وقالت الصحيفة، إن إسرائيل باتت القوة الأهم والمؤثرة على الأرض، حيث أنشأت مواقع عسكرية جديدة، وفرضت قيودًا مشددة على حركة السكان، وأعادت ترسيم النفوذ الحدودي بما يخدم استراتيجيتها الأمنية الجديدة.

إسرائيل تدير المشهد كاملاً

وأحد أبرز الأمثلة على هذا التحول، قرية الحميدية الواقعة قرب خط التماس؛ فبعد سقوط النظام السوري نهاية 2024، لم يبرز في القرية أي حاكم من ميليشيات الداخل أو فلول النظام السابق، بل أصبحت إسرائيل فعليًا هي السلطة الحاكمة.

كما وصفت الصحيفة كيف تنتشر نقاط تفتيش يديرها جنود إسرائيليون شبّان، وتُفرض قيود على التنقل الليلي، بينما تُراقَب القرية من موقع عسكري إسرائيلي حديث على تلة مشرفة.

وحتى المناسبات الدينية والاجتماعية لم تسلم، إذ قُيدت زيارات الإفطار في رمضان، واضطر شيوخ القرية إلى طلب إذن من الجيش الإسرائيلي لنقل المرضى ليلاً، كما فُرضت قيود على عدد المشاركين في الجنازات، ما اعتبره الأهالي تدخلاً في صميم تقاليدهم.

مساعدات إنسانية بتوقيع الجيش الإسرائيلي

ووفق شهادات نقلتها الصحيفة، قدم الجيش الإسرائيلي طرودًا غذائية ومساعدات معيشية في ظل تفشي الفقر والبطالة جنوب البلاد، لكن تلك الخطوة لم تلقَ قبولاً واسعًا، إذ رأى البعض فيها محاولة لـ”تحسين صورة الاحتلال”، بينما قبلها آخرون بدافع الحاجة.

عمليات عسكرية متصاعدة: ما بعد سقوط النظام

وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، سارعت إسرائيل إلى توسيع تدخلها العسكري. فوفقًا للصحيفة، نفذت القوات الإسرائيلية 89 عملية توغل بري في الجنوب السوري، و29 ضربة جوية ومدفعية في الجنوب، و35 غارة جوية إضافية على مناطق متفرقة من البلاد.

وهذا التوسع لم يكن عشوائيًا، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، حيث تبنت إسرائيل سياسة إنشاء “مناطق عازلة”، ليس فقط في غزة ولبنان، بل الآن في سوريا أيضاً.

رسالة واضحة من نتنياهو

وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة السورية الجديدة بـ”نزع سلاح الجنوب”، فيما صرّح وزير الدفاع بأن الجيش الإسرائيلي لن يغادر الأراضي السورية “في المستقبل المنظور”.

وتعمل إسرائيل حاليًا على تثبيت وجود عسكري دائم من خلال قواعد ومواقع على قمم التلال الاستراتيجية، ما يمنحها إشرافًا مباشرًا على 150 ميلاً مربعًا من الأراضي السورية، و50 ميلاً من الحدود مع الجولان المحتل.

من الأسد إلى الإسلاميين.. ماذا بعد؟

كما يشير التقرير، أن نهاية عهد الأسد لم تعنِ بالضرورة السلام، حيث تحل محل النظام السابق قوى إسلامية معارضة – بعضها يحظى بثقة إسرائيلية وعربية نسبية.

ويقول الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع: إن حكومته “لم تعد متطرفة”، وإنه حريص على تجنب الصدام مع إسرائيل، إلا أن التقييم الإسرائيلي ما يزال حذرًا تجاه هذه القيادة غير المختبرة، والتي يُعتقد أن الإسلاميين يسيطرون على مفاصلها الأساسية.

وبالتوازي مع التوسع العسكري الإسرائيلي، شهدت مدن جنوبية عديدة احتجاجات واسعة، خاصة في درعا، عقب اقتحامات نفذها الجيش الإسرائيلي واشتباكات مع مجموعات مسلحة.

وهذه الاحتجاجات تُظهر أن الوجود الإسرائيلي لا يحظى بالقبول الشعبي، رغم محاولة إسرائيل فرضه كأمر واقع.

احتلال بوجه جديد؟

وما كشفت عنه وول ستريت جورنال يشير إلى مرحلة جديدة من التدخل الإسرائيلي في سوريا، تعتمد على فرض سيطرة ميدانية مباشرة، وإنشاء مناطق عازلة، وتوظيف الأدوات الإنسانية والعسكرية لفرض واقع جديد، وتساءلت هل نحن أمام شكل جديد من الاحتلال الناعم؟، وهو ما سلط الضوء إذا ما كانت الدولة السورية الجديدة تمتلك القدرة على استعادة سيادتها، أم أن الجنوب السوري بات ورقة دائمة في يد إسرائيل.

spot_img