ذات صلة

جمع

سجون بلا نوافذ.. معاناة اليمنيات خلف قضبان الحوثيين

في زنازين مظلمة تختفي أصوات النساء بين جدران تعج...

كمران.. القاعدة البحرية السرية للحوثيين

مع تصاعد نفوذ الحوثيين في البحر الأحمر، تتجه الأنظار...

تركيا والتوجه الجديد في الشرق الأوسط.. إعادة تموضع أم تراجع نفوذ؟

تشهد السياسة الخارجية التركية تحولات ملحوظة في منطقة الشرق...

توتر بالبيت الأبيض.. خلافات بين مستشاري ترامب ومستشار الأمن القومي الأميركي بسبب إيران

تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انقسامات داخلية حادة...

سجون بلا نوافذ.. معاناة اليمنيات خلف قضبان الحوثيين

في زنازين مظلمة تختفي أصوات النساء بين جدران تعج بالألم والقهر، حيث تحولت الحياة إلى كابوس يومي للكثيرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

فمنذ أن أمسكت المليشيات بزمام الأمور، أصبحت المرأة اليمنية هدفاً سهلاً لانتهاكات لا تنتهي، تبدأ بالاعتقال التعسفي ولا تنتهي عند التعذيب أو الإخفاء القسري

الأرقام تكشف فظاعة ما يحدث

سجلت منظمات حقوقية أكثر من خمسة آلاف انتهاك بحق النساء خلال السنوات الثماني الماضية، تشمل هذه الانتهاكات الاعتقال التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي والمنع من السفر والإخفاء القسري، وتشير التقارير أن 67% من الحالات المسجلة هي اعتقالات تعسفية، بينما تعرضت 23% من النساء للتعذيب بأنواعه، وتم منع 8% من السفر، فيما تعرضت 2% للقتل أو الإخفاء القسري

الزينبيات أدوات قمع بوجوه نسائية

ظهرت فرق الزينبيات كأداة قمع جديدة ابتكرتها المليشيات لتنفيذ أجندتها ضد النساء، هذه الفرق التي تتكون من نساء مواليات للحوثيين أصبحن أداة فعالة في ملاحقة النساء واعتقالهن وتعذيبهن، تبدأ مهامهن بالمراقبة في الأماكن العامة كالأسواق والجامعات وحتى المستشفيات، ثم تتصاعد إلى الاعتقال والتعذيب، باستخدام أساليب خاصة تهدف إلى كسر إرادة الضحايا.

تقول إحدى الناجيات التي فضلت عدم ذكر اسمها: “كانوا يربطوننا بالسلاسل ويجبروننا على الوقوف لأيام متواصلة، بعض الفتيات فقدن القدرة على المشي بسبب هذه العقوبة”، بينما تروي أخرى كيف تعرضت للصعق الكهربائي بعد رفضها التوقيع على اعتراف مزيف، وتضيف: “كنت أسمع صراخ نساء أخريات في السجن، بعضهن اختفين إلى الأبد”.

سجون سرية ومحاكم غير قانونية

كشفت مصادر حقوقية عن وجود ما لا يقل عن 12 سجنًا سريًا للنساء في صنعاء وحدها، هذه السجون تدار بشكل كامل من قبل المليشيات دون أي رقابة، وتجري فيها محاكمات غير قانونية تصدر أحكاماً جائرة تصل إلى الإعدام في بعض الحالات، كل ذلك يتم تحت غطاء من التعتيم الإعلامي ومنع أي جهة حقوقية من الوصول إلى هذه المراكز.

تداعيات تمتد إلى المجتمع

لم تقتصر آثار هذه الانتهاكات على الضحايا فقط، بل امتدت إلى المجتمع ككل، حيث أدت إلى نزوح مئات العائلات خوفاً على بناتهم من الاعتقال، كما تسببت في انتشار أمراض نفسية بين الناجيات، وأدت إلى تفكك العديد من الأسر بسبب وصمة العار التي تلحق بالمعتقلات وأهلهن

صمت دولي واستجابة مخيبة

رغم ضخامة الانتهاكات ووضوح الأدلة، يبقى الرد الدولي دون مستوى المأساة، فغياب آليات الحماية الفعالة وصعوبة الوصول إلى المناطق الخاضعة للمليشيات، إضافة إلى التعتيم الإعلامي، كلها عوامل ساعدت في استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة.