يشهد السودان تصاعدًا في حدة الصراع الداخلي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع؛ مما أدى إلى تدخلات خارجية من عدة دول، من بينها قطر، وتتباين التقارير حول طبيعة وحجم الدعم القطري للجيش السوداني؛ مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الدعم على توازن القوى ومسار النزاع في البلاد.
الدعم القطري: بين المساعدات العسكرية والموقف السياسي
وأفادت تقارير إعلامية، بأن قطر قدمت مساعدات عسكرية للجيش السوداني، بما في ذلك تزويده بست طائرات حربية صينية، ويأتي هذا الدعم في إطار الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
ومن الناحية الرسمية، أعربت دولة قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة السودان، ورفضها التام لأي تدخل في شؤونه الداخلية، وخلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في نيويورك، دعت وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطري، لولوة بنت راشد، إلى وقف التدخلات الخارجية التي تسهم في تأجيج الأزمة السودانية.
كما ثمّنت الجهود السياسية التي تقوم بها السعودية من خلال منبر جدة، مجددة دعم دولة قطر له، وامتدحت التحركات التي تقوم بها مصر في هذا الملف.
تداعيات الدعم العسكري على الصراع الداخلي
ويسهم الدعم العسكري الخارجي، بما في ذلك المساعدات المقدمة من قطر، في تعقيد الصراع الداخلي في السودان، وتعزز هذه المساعدات القدرات العسكرية للأطراف المتنازعة؛ مما يؤدي إلى تصعيد المواجهات ويصعّب الوصول إلى حلول سلمية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي هذا الدعم إلى تحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية، مما يطيل أمد النزاع ويزيد من معاناة المدنيين.
كما أن تدفق الأسلحة والدعم العسكري إلى أي من الأطراف المتنازعة يؤدي إلى تصعيد المواجهات، ويزيد من معاناة المدنيين، ويعقّد جهود التوصل إلى حلول سلمية.
وفي ظل التباين بين التقارير الإعلامية والمواقف الرسمية، يبقى الدور القطري في الصراع السوداني موضع تساؤل، لذا من الضروري أن تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم مبادرات السلام ووقف التدخلات الخارجية، بهدف تحقيق الاستقرار والأمن في السودان.