مع تصاعد نفوذ الحوثيين في البحر الأحمر، تتجه الأنظار إلى جزيرة كمران، التي أصبحت بمثابة قاعدة بحرية مغلقة تخضع لسيطرة الجماعة، وفي ظل الحديث عن تهريب الأسلحة وتدريب قوات بحرية بمساعدة خبراء إيرانيين، يثار التساؤل: هل تحولت كمران إلى مركز عمليات بحرية سري للحوثيين؟
بوابة للتهريب والسيطرة على البحر الأحمر
وتتمتع جزيرة كمران بموقع استراتيجي هام على البحر الأحمر، مما يجعلها نقطة محورية للتحركات البحرية، وتبعد الجزيرة بضعة كيلومترات عن ميناء الحديدة، وتُعد محطة رئيسية على أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تعبر السفن التجارية والناقلات النفطية من آسيا إلى أوروبا عبر مضيق باب المندب.
لذا فهذا الموقع يمنح الحوثيين ميزة كبيرة، حيث يمكنهم مراقبة حركة الملاحة البحرية، وتهديد السفن، واستخدام الجزيرة كمحطة لتهريب الأسلحة من إيران، دون إثارة الكثير من الشبهات.
شبهات حول تدريبات بحرية في الجزيرة
كما تؤكد تقارير استخباراتية، أن الجزيرة ليست مجرد موقع تخزين للأسلحة، بل يتم استخدامها أيضًا كمركز تدريب للقوات البحرية الحوثية،.
وبحسب مصادر أمنية، فإن مدربين من الحرس الثوري الإيراني وخبراء من حزب الله اللبناني يقدمون تدريبات متخصصة لعناصر الحوثيين على استخدام الزوارق المفخخة لاستهداف السفن العسكرية والتجارية.
كما يهدفون تنفيذ تقنيات زرع الألغام البحرية لتعطيل الملاحة الدولية، والتكتيكات البحرية الخاصة بالعمليات الهجومية والدفاعية لمواجهة أي محاولات لاقتحام الجزيرة أو تعطيل أنشطتهم.
كمران كمحطة أساسية للأسلحة الإيرانية
ولطالما اتُهمت إيران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر طرق بحرية سرية، وتبدو كمران واحدة من المحطات الرئيسية لهذا النشاط.
ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الجزيرة تُستخدم كنقطة استقبال للشحنات المهربة القادمة عبر البحر، حيث يتم تفريغ الأسلحة المنقولة من السفن الإيرانية إلى زوارق أصغر لتجنب رصدها من قبل القوات الدولية.
كما تتضمن هذه الشحنات صواريخ موجهة، وطائرات مسيّرة، وذخائر متطورة، يتم نقلها لاحقًا إلى مناطق سيطرة الحوثيين في البر اليمني، لتعزيز قدراتهم العسكرية ضد التحالف العربي والقوات اليمنية المدعومة دوليًا.
دور القيادات الحوثية المتواجدة في الجزيرة
وبحسب تقارير استخباراتية، تُعد جزيرة كمران مقرًا لبعض القيادات الحوثية البارزة، التي تدير عمليات التهريب والتدريب من هناك بعيدًا عن الأعين، ويُعتقد أن حسين المداني، أحد كبار القادة العسكريين للحوثيين، يتخذ الجزيرة مقرًا دائمًا، حيث يشرف على الخطط العملياتية.
كما أن القيود الأمنية المشددة التي فرضتها الجماعة على الجزيرة، بما في ذلك منع دخول غير السكان الأصليين دون تصاريح خاصة، وحظر التصوير، تؤكد الأهمية السرية لهذا الموقع في استراتيجيتهم العسكرية.
ما يعني أن جزيرة كمران تحولت من منطقة مدنية هادئة إلى واحدة من أهم القواعد العسكرية السرية للحوثيين، حيث تُستخدم لتهريب الأسلحة، وتدري,ؤقب القوات البحرية، وإدارة العمليات في البحر الأحمر في ظل صمت دولي مستمر.