تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انقسامات داخلية حادة بشأن السياسة تجاه إيران، حيث كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن وجود توتر متزايد بين مستشار الأمن القومي مايك والتز ومستشاري الرئيس الآخرين.
ووفقًا للتقرير، فإن والتز، المعروف بمواقفه المتشددة ضد طهران، يواجه انتقادات داخلية بسبب دعواته المستمرة للعمل العسكري ضد إيران، وهو ما يتعارض مع توجهات بعض المسؤولين في البيت الأبيض، الذين يفضلون الحلول الدبلوماسية.
وتشير المصادر، أن الخلاف لم ينشأ فقط بسبب الأزمة الأخيرة المتعلقة بتسريب محادثات سرية عبر تطبيق سيغنال، والتي قد تؤدي إلى إقالة والتز، بل يعود إلى وقت سابق، حيث أبدى مستشارو ترامب تحفظاتهم على تشدده المفرط تجاه إيران.
المواجهة العسكرية أم الحل الدبلوماسي؟
وبينما يدفع والتز باتجاه اتخاذ إجراءات عسكرية أكثر حدة ضد إيران، فإن بعض مستشاري ترامب، مثل نائبه جي دي فانس وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يعارضون هذا النهج ويفضلون التعامل الدبلوماسي.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس ترامب شخصيًا يميل إلى البحث عن اتفاق دبلوماسي مع طهران، بدلاً من التصعيد العسكري.
وفي المقابل، أكدت صحيفة “العربي الجديد”، أن إيران ردت رسميًا على رسالة ترامب الأخيرة، معلنة تمسكها بمواقفها التقليدية، بما في ذلك رفض أي مفاوضات حول برنامجها الصاروخي أو دعمها للميليشيات التابعة لها، إلى جانب رفضها أي محادثات خارج إطار الاتفاق النووي.
وفي مؤتمر صحفي بتاريخ 28 مارس، أكد ترامب أن إيران ما تزال تشكل إحدى أولوياته الرئيسية، كاشفًا عن تحذير صريح وجهه إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، مفاده أن طهران أمام خيارين: إما الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو مواجهة “عواقب وخيمة”.
مطالبات بإقالة والتز بسبب تسريبات سرية
فيما تزايدت الشكوك حول والتز داخل فريق ترامب، حيث ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن جي دي فانس وسوزي وايلز نصحا الرئيس بإقالته بعد تورطه في تسريب محادثات سرية تتعلق بالهجوم الأميركي على اليمن.
كما كشفت “نيويورك تايمز”، أن ترامب كان مترددًا بشأن إقالة والتز، خاصة بعدما أضاف الأخير صحافيًا عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية ناقشت خطة الهجوم العسكري.
ورغم أن الرئيس دافع علنًا عن مستشار أمنه القومي وهاجم وسائل الإعلام التي تناولت القضية، فإنه ناقش داخليًا إمكانية إقالته لتجنب الفوضى التي واجهتها إدارته الأولى بسبب الخلافات الداخلية، ومع ذلك، قرر ترامب في نهاية المطاف الإبقاء على والتز في منصبه، لمنع حدوث اضطرابات في فريقه الأمني.
علاقة والتز بالصحافة: أزمة ثقة داخل البيت الأبيض
كما أشارت تقارير إعلامية، أن ترامب وحلفاءه داخل البيت الأبيض يشتبهون في وجود علاقة بين والتز والصحافي جفري غولدبرغ، الذي يُعتبر من الشخصيات غير المرغوب فيها لدى ترامب، وقد أدى هذا الاشتباه إلى تصاعد الريبة تجاه والتز، مما عزز الانقسامات الداخلية داخل إدارة ترامب.
في المقابل، لم يواجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي شارك أيضًا في تسريبات الدردشة نفسها حول الهجوم على الحوثيين، أي مساءلة، حيث لا يزال يحظى بثقة ودعم الرئيس.
هل ينجو والتز من العاصفة السياسية؟
ورغم التوترات المتصاعدة داخل فريق الأمن القومي، حاول جي دي فانس، نائب الرئيس، التقليل من حجم الأزمة، حيث أكد خلال زيارته إلى جزيرة غرينلاند أن الفريق لا يزال متماسكًا..
وقال في تصريح صحفي: “إذا كنتم تعتقدون أنكم تستطيعون إجبار رئيس الولايات المتحدة على إقالة شخص ما فأنتم مخطئون تمامًا”.