تتسم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بتوتر دائم تصاعد على مدى العقود الماضية، حيث شهدت المحطات السياسية والدبلوماسية بين البلدين مواجهات متكررة، تتراوح بين التصعيد الحاد ومساعي احتواء الأزمات.
وفي ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة، برزت محاولات جديدة لإعادة رسم ملامح هذه العلاقة المعقدة، سواء عبر الضغوط السياسية والاقتصادية أو عبر قنوات الاتصال غير المباشرة.
وفي ظل تزايد التوترات حول الملف النووي الإيراني، والعقوبات الاقتصادية، والمواجهات غير المباشرة بين الطرفين، أشارت العديد من التقارير الواردة السيناريوهات المحتملة لمستقبل العلاقات الأميركية- الإيرانية، ومدى إمكانية تحول هذه الأزمة إلى نقطة تحول رئيسية في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.
مصادر إيرانية تكشف تفاصيل رسالة ترامب إلى خامنئي
وأفادت مصادر إيرانية، بنشر نص الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي ، دونالد ترامب، إلى مجلس الأمن القومي الإيراني، في خطوة اعتُبرت تطورًا لافتًا في العلاقات بين البلدين.
ونشر محمد صالح صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، عبر حسابه على منصة “إكس”، نص الرسالة التي بعث بها ترامب، معتبرًا أنها تتحدث عن نفسها دون الحاجة إلى تعليق.
استهل ترامب رسالته بتوجيه التحية إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، مؤكدًا احترامه لقيادته وللشعب الإيراني.
وأشار أن الرسالة تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعيدًا عن سنوات الصراع وسوء الفهم.
وأكد الرئيس الأميركي السابق استعداد بلاده لاتخاذ خطوات ملموسة نحو السلام، بما يشمل تخفيف العقوبات وتعزيز الاقتصاد الإيراني، وذلك في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.
إلا أن ترامب وجه أيضًا تحذيرًا واضحًا لطهران، مشيرًا أن رفض هذه المبادرة واستمرار النظام الإيراني في سياساته التصعيدية، ودعمه للجماعات المسلحة، قد يؤدي إلى رد فعل أميركي “سريع وحاسم”. وشدد على أن السلام ليس علامة ضعف، بل هو خيار تتبناه الدول القوية.
وختم رسالته بدعوة طهران إلى اغتنام الفرصة والانخراط في مفاوضات، محذرًا من أن التاريخ سيسجل إضاعتها لهذه اللحظة إذا اختارت المماطلة.
وفي سياق متصل، حذر ترامب في تصريحات سابقة من تداعيات عدم توصل إيران إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، مؤكدًا أن “أمورًا سيئة” قد تحدث إذا لم يتم إحراز تقدم في هذا الملف.
وكانت إيران قد أعلنت، عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، أنها أرسلت ردًا رسميًا على رسالة ترامب، موضحة أن الرد جاء عبر سلطنة عمان وتضمن تفصيلًا لموقف طهران من المقترح الأميركي.
وأضاف عراقجي، أن سياسة إيران ما تزال ترفض المفاوضات المباشرة في ظل ما وصفه بـ”الضغوط القصوى”، مما يشير إلى استمرار حالة التوتر بين الجانبين رغم محاولات إعادة الحوار.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وهو ملف يثير قلقًا دوليًا منذ سنوات.