ذات صلة

جمع

حرب بالوكالة في السودان: مرتزقة وأساطيل سلاح تُشعل جبهات الخرطوم ودارفور”

يشهد السودان تصاعدًا في التدخلات الخارجية، حيث تلقت القوات...

جباية أم نهب منظم؟ الحوثيون يُحوّلون الزكاة إلى سلاح ضد اليمنيين

تُواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران نهب المواطنين...

مجلس الوزراء اللبناني يختار كريم سعيد حاكمًا للمصرف المركزي.. فمن هو؟

‎ عيَّن مجلس الوزراء اللبناني السيد كريم سعيد حاكمًا لمصرف...

حرب بالوكالة في السودان: مرتزقة وأساطيل سلاح تُشعل جبهات الخرطوم ودارفور”

يشهد السودان تصاعدًا في التدخلات الخارجية، حيث تلقت القوات المسلحة السودانية دعمًا عسكريًا من عدة دول، بما في ذلك تركيا، قطر، وإيران، ويأتي هذا الدعم في إطار الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

الدعم التركي: طائرات مسيّرة وتدريب عسكري

وقدّمت تركيا دعمًا ملحوظًا للجيش السوداني، تمثل في تزويده بطائرات مسيّرة من طراز “بيرقدار TB2”، ففي أكتوبر 2024، تسلّم الجيش السوداني هذه الطائرات، مما ساهم في تحقيق تقدم ضد قوات الدعم السريع على جبهات عدة.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت تقارير عن تسليم شحنات سرية من الطائرات المسيّرة والصواريخ التركية إلى الجيش السوداني في سبتمبر 2024، مع تواجد فريق من شركة “بايكار”، أكبر شركة دفاعية في تركيا، على الأرض لضمان إتمام الصفقة بسلاسة.

الموقف القطري: دعم سياسي ومساعدات عسكرية

كما أعربت دولة قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة السودان، ورفضها التام لأي تدخل في شؤونه الداخلية.

بالإضافة إلى الدعم السياسي، أفادت تقارير إعلامية بأن قطر قدمت مساعدات عسكرية للجيش السوداني، بما في ذلك تزويده بست طائرات حربية صينية.

الدعم الإيراني: أسلحة وتعاون عسكري

فيما تزايدت التقارير حول تقديم إيران دعمًا عسكريًا للجيش السوداني، ففي فبراير 2024، أشارت مصادر إلى أن قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، استنجد بالقوة العسكرية الإيرانية لمساعدته على الصمود أمام تقدم قوات الدعم السريع، مما قد يمنح طهران منفذًا على البحر الأحمر لتمديد نفوذها.

كما أفادت تقارير أخرى بأن إيران زودت الجيش السوداني بشحنات من الأسلحة، في إطار سعيها لتعزيز نفوذها في المنطقة.

تداعيات التدخلات الخارجية على الصراع الداخلي

وتسهم هذه التدخلات الخارجية في تعقيد الصراع الداخلي في السودان، حيث تتلقى الأطراف المتنازعة دعمًا من قوى إقليمية ودولية، مما يطيل أمد النزاع ويزيد من معاناة المدنيين.

بالإضافة إلى ذلك، يُؤدي هذا الدعم إلى تعزيز القدرات العسكرية للأطراف المتحاربة، مما يزيد من حدة المواجهات ويصعّب الوصول إلى حلول سلمية.

وأدى التدخل العسكري الخارجي في السودان إلى تعقيد الأزمة وزيادة حدة الصراع، حيث عزز تدفق الأسلحة والمرتزقة قدرات الجيش السوداني، مما أدى إلى تصعيد الاشتباكات مع قوات الدعم السريع.

ومع استمرار تدفق الأسلحة من تركيا وقطر وإيران، اكتسب الجيش السوداني قوة نارية تفوق ما كانت تمتلكه في بداية النزاع، مما دفع قوات الدعم السريع إلى تكثيف هجماتها في المناطق المدنية واستخدام أساليب الحرب.

وهذا التصعيد الميداني أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية، خصوصًا في الخرطوم ودارفور، وتفاقم أزمة النزوح الجماعي، حيث تجاوز عدد النازحين الملايين، ما شكل ضغطًا إضافيًا على الدول المجاورة التي استقبلت اللاجئين.

علاوة على ذلك، أدت التدخلات الخارجية إلى تحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية، حيث باتت كل من تركيا وقطر تدعمان الجيش السوداني بشكل مباشر، فيما يُشتبه في أن إيران تسعى لتعزيز نفوذها من خلال تزويد الجيش بأنظمة تسليح متطورة.

وهذا التنافس الخارجي لم يؤدِ فقط إلى إطالة أمد الحرب، بل زاد من تعقيد أي جهود دبلوماسية لحل النزاع، حيث أصبح الطرفان يعتمدان بشكل متزايد على الدعم العسكري بدلًا من البحث عن تسوية سياسية.

كما أن الانقسامات السياسية الداخلية تفاقمت نتيجة هذه التدخلات، حيث أصبح كل فصيل يرى في الدعم الخارجي وسيلة لتعزيز نفوذه بدلًا من العمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة.

كل هذه العوامل تجعل من الأزمة السودانية أكثر تعقيدًا، وتهدد بانهيار الدولة تمامًا إذا لم يتم احتواء التدخلات الخارجية والتوصل إلى حل سياسي عاجل.