كشف تقرير صادر عن مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة خلال عام 2024 أدت إلى تقويض النفوذ الاستراتيجي لإيران في المنطقة، وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع زاد من الضغوط على المرشد الأعلى علي خامنئي للتفكير في خيار تطوير سلاح نووي، في ظل تراجع الحواجز التي كانت تمنع المسؤولين الإيرانيين من مناقشة هذا السيناريو علنًا.
تراجع النفوذ الإيراني
وأكد التقرير أن طهران تُواجه تحديات غير مسبوقة في إعادة بناء شبكة ميليشياتها في المنطقة بعد الهجمات الإسرائيلية المكثفة، ما أثر بشكل كبير على استراتيجيتها الإقليمية.
ووفقًا لموقع “المونيتور” الأمريكي، فإن إيران أصبحت في أضعف حالاتها منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، حيث تُواجه طهران ضغوطًا سياسية واقتصادية داخلية، إلى جانب تزايد العزلة الخارجية، خاصة مع تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
زيادة التخصيب النووي رغم التهديدات
ومن أبرز المخاوف التي أثارها التقرير هو استمرار إيران في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، فقد تجاوز مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% حاجز الـ240 كيلو جرامًا، وهو ما يكفي لصنع ما لا يقل عن ستة أسلحة نووية، وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورغم ذلك، لم تتجه طهران بعد إلى تخصيب اليورانيوم لمستويات قريبة من 90%، والتي تعد المستوى العسكري اللازم لصنع سلاح نووي. لكن التقرير حذر من أن استمرار الضغوط قد يدفع القيادة الإيرانية إلى تجاوز هذا الحد، ما يثير مخاوف واشنطن وتل أبيب.
تحركات دبلوماسية وعسكرية مرتقبة
وفي ظل هذه التطورات، يستعد وفد إسرائيلي رفيع المستوى، يضم مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لزيارة واشنطن خلال الأسبوع الجاري.
وتهدف الزيارة إلى إقناع الإدارة الأمريكية بالموافقة على خطط محتملة لشن ضربات عسكرية مشتركة على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وتُشير مصادر إلى أن إسرائيل ستضغط من أجل اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه طهران، لا سيما في ظل اعتقادها بأن إيران قد تكون على بُعد أشهر فقط من امتلاك قدرة نووية عسكرية.
خيار التصعيد بين الدبلوماسية والعسكرة
ورغم تصاعد الخطاب الإسرائيلي، يواصل البيت الأبيض برئاسة جو بايدن السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتؤكد واشنطن أن العمل العسكري يظل خيارًا أخيرًا في حال استنفاد المسارات الدبلوماسية.
وفي المقابل، يبقى القرار النهائي مرهونًا بالتطورات القادمة على الأرض، حيث ستراقب الإدارة الأمريكية عن كثب أي خطوات إيرانية جديدة في برنامجها النووي.
ويعكس التقرير الاستخباراتي الأمريكي حجم التحديات التي تواجهها إيران على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وبينما تحاول طهران الحفاظ على توازنها الإقليمي وإعادة بناء نفوذها، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفعها لاتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص برنامجها النووي، لذا يبقى السؤال الأهم: هل ستتجه إيران نحو التصعيد، أم أن الدبلوماسية لا تزال تملك فرصة لإنقاذ الموقف؟