كشف تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن وجود تنسيق بين الحشد الشعبي العراقي وجماعة الحوثي في اليمن، يشمل تقديم دعم لوجستي وتدريبات عسكرية لعناصر الحوثيين داخل العراق.
وأكد التقرير أن الحوثيين يتواجدون في معسكر تابع للحشد الشعبي في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، حيث يتلقون تدريبات متقدمة على استخدام الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة.
التنسيق العسكري بين الحوثيين والحشد الشعبي
وقد أفادت تقارير استخباراتية بأن العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي انتقلوا إلى اليمن خلال الأشهر الماضية لتدريب الحوثيين على تقنيات القتال المتطورة.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه محور المقاومة المدعوم من إيران إعادة تنظيم استراتيجي لموارده البشرية والعسكرية، مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة.
وأوضحت المصادر أن التعاون بين الحوثيين والحشد الشعبي العراقي يهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للحوثيين، خصوصًا في مجال الهجمات البحرية باستخدام الطائرات المسيرة ضد السفن الدولية.
كما أكدت تقارير أخرى أن الحوثيين يمتلكون مكاتب في بغداد وكركوك وجنوب العراق، تسهل عمليات الدعم المالي واللوجستي بين الجانبين.
الدعم المالي.. طرق التمويل وآلياته
تحدثت مصادر مطلعة عن آليات تمويل الحوثيين من العراق، حيث يعتمدون على شبكات تهريب إقليمية تجمع الأموال من عمليات غير مشروعة مثل تهريب النفط والأسلحة، إضافة إلى الدعم المالي القادم من مصادر داخل العراق عبر قنوات غير رسمية.
وأشار تقرير صحفي آخر، إلى أن وفدًا من الحوثيين زار العراق مؤخرًا والتقى بقيادات الحشد الشعبي، حيث طلب دعمًا لوجستيًا وعسكريًا، بما في ذلك توفير مدربين عسكريين لتعزيز قدرات الحوثيين، وكشف مصدر سياسي أن هذه الزيارة أسفرت عن التزامات غير معلنة بتقديم مساعدات مالية وعسكرية للحوثيين.
نفي عراقي رسمي.. وحقيقة التحركات الحوثية
في المقابل، نفت قيادة العمليات المشتركة العراقية بشدة هذه التقارير، مشيرة إلى أن الأخبار المتداولة بشأن استخدام الحوثيين لمعسكرات تدريب في محافظة ديالى “لا أساس لها من الصحة”، ودعت القيادة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل المعلومات.
إلا أن تقارير استخباراتية وإعلامية مختلفة تُؤكد أن هناك تواصلًا مستمرًا بين الميليشيات المدعومة من إيران في العراق والحوثيين، ما يسهم في تعزيز قدرات الحوثيين العسكرية، رغم النفي الرسمي.
التداعيات الإقليمية والدولية
يرى مراقبون أن استمرار هذا التعاون قد يُؤدي إلى تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة، التي وسعت عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، في محاولة لتعطيل تهديداتهم للملاحة البحرية.
وتوقع تقرير “فورين بوليسي” أن تشهد الأسابيع القادمة تصعيدًا إضافيًا من الجانب الأميركي، بهدف تفكيك البنية التحتية العسكرية للحوثيين ومنع تدفق الدعم الإيراني عبر العراق.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الحوثيين على مواصلة عملياتهم العسكرية، وما إذا كان الدعم القادم من العراق سيمكنهم من الصمود في وجه الضغوط العسكرية المتزايدة، أم أن المواجهة الإقليمية ستشهد تحولًا استراتيجيًا في توازن القوى داخل المنطقة.