خلال جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، برز جانب جديد من الازدواج القطري، لاستغلال الأحداث والتطورات لتحسين صورتها والتظاهر بهيئة الدولة الداعمة لحقوق الإنسان، بينما في الحقيقة كانت تتجاهل الأوضاع الحقيقية على أرضها وتخلت عن الإنسانية.
العالقون، هي الأزمة التي كشفت ذلك الوجه في قطر، حيث تظاهرت بمساعدتها في إجلاء المواطنين بالدول الأخرى، بينما امتنعت عن نقل الرعايا المتواجدين على أرضها، وآخرهم الجزائر.
قبل ساعات، أعلنت السفارة الجزائرية في الدوحة أنه سيتم تنظيم عملية إجلاء مخصصة لنقل الجزائريين العالقين في قطر ليعودوا إلى أرض الوطن، من مطار حمد الدولي بالدوحة في هدوء وظروف حسنة.
وفي ظل تفشي الجائحة بشدة، لم تقدم قطر يد العون لإجلاء الرعايا على أراضيها، بل اتجهت للدول الأخرى، فساعدت في إجلاء 16 من الرعايا الكمبوديين العالقين في الجمهورية اليمنية بسبب الوضع الأمني، إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه على متن الخطوط الجوية القطرية.
فيما لم تقدم يد العون لإجلاء العالقين على أرضها؛ لذلك أطلقت وزارة الطيران المدني المصري، بمنتصف يونيو الماضي، رحلات استثنائية بواسطة شركتي مصر للطيران وإير كايرو من العاصمة العمانية مسقط إلى القاهرة لإعادة العالقين المصريين في قطر.
وأثناء ذلك وجراء المقاطعة العربية لقطر، تم نقل الرعايا المصريين من الدوحة عبر إحدى شركات الطيران إلى مسقط، لإنهاء إجراءات سفرهم من هناك إلى القاهرة.
وفي سقطة أخرى، عرضت حياة أرواح العديد للخطر، ضمن المؤامرات التي تحاول أن تحيكها ضد البحرين في ظروف كورونا، حيث نقلت في نهاية مارس الماضي 31 مواطنًا بحرينيًا عالقين في إيران، دون مراعاة للقواعد الصحية، ثم أعلنت أنها تستضيفهم لديها، زاعمة أن البحرين ترفض نقلهم إليها، قبل أن تكشف المنامة حقيقة تلك الأكاذيب.
وأعلنت البحرين أن الدوحة تؤثر على الإجراءات الاحترازية الطبية الخاصة بمواجهة الفيروس، “من خلال رحلات تجارية تعرّض المسافرين للمخاطر”، مضيفة “على السلطات القطرية التوقف عن التدخل بما يؤثر على هذه الترتيبات المتخذة، من خلال رحلات جوية تجارية تعرّض كل المسافرين على تلك الرحلات لمخاطر صحية”، مشيرة إلى أن هذه “الرحلات تفتقر إلى القواعد الصحية اللازمة”. وطالبت البحرين من قطر “اتباع القواعد والإجراءات الاحترازية اللازمة لحفظ صحة وسلامة المسافرين وطواقم الطائرات وموظفي مختلف المطارات بما يتوافق مع أنظمة اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)”.
وعلق على هذا الشأن وقتها، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، مؤكداً أن تدخل قطر في نقل البحرينيين العالقين يستهدف الإساءة لبلاده، مضيفًا أن “ما قامت به قطر من نقل المسافرين العالقين ضمن رحلات تجارية من إيران إلى الدوحة ثم إلى مسقط وإعادتهم إلى الدوحة يفتقر لأدنى معايير سلامة أطقم الطائرات والمسافرين، بما يعرضهم للخطر الشديد، ودون أي ترتيب مسبق مع السلطات المختصة في البحرين رغم معرفتهم بخطة الإجلاء البحرينية”.
وأضاف: “ما قامت به قطر واضح ومكشوف، وهو التدخل في موضوع المواطنين العالقين بهدف الإساءة المبيتة للبحرين”، مشيراً إلى أن “الهجمة الإعلامية المنسقة اللاحقة لبيان قطر على مملكة البحرين من مختلف المنصات القطرية والتابعة لها، دليل واضح على خطتهم المبيتة، وأن ما قامت به قطر شيء مستنكر ويستوجب موقفًا دوليًا واضحًا منه. والأحرى بها أن تتوقف عن استخدام مسألة إنسانية مثل جائحة كورونا في خططها ومؤامراتها المستمرة على الدول والشعوب.