في تطور جديد على الساحة اليمنية، شنّت القوات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في محافظتي صعدة وحجة شمال غربي اليمن، في إطار التصعيد العسكري المستمر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي.
وقد أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بأن القصف طال منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة، كما استهدفت غارة أخرى منطقة بحيص في مديرية ميدي بمحافظة حجة.
يأتي هذا القصف ضمن حملة عسكرية أمريكية موسعة ضد الحوثيين، بعد إعلان الجماعة المدعومة من إيران نيّتها استهداف السفن الإسرائيلية مجددًا في البحر الأحمر وبحر العرب.
وأكد الحوثيون أن الضربات الأمريكية الأخيرة أسفرت عن سقوط 53 قتيلًا على الأقل، في وقت تُواصل فيه واشنطن توجيه ضربات تقول إنها تهدف إلى وقف تهديدات الجماعة للملاحة البحرية.
أهداف الضربات الأمريكية ومساعي التصعيد
بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستستمر لأيام أو حتى أسابيع، إذا لم تتوقف الهجمات التي تشنها الجماعة على حركة الشحن في البحر الأحمر، وهو أحد أهم الممرات التجارية العالمية.
وتُشير تصريحات القيادة المركزية الأمربكية إلى أن واشنطن مصممة على تحجيم القدرات العسكرية للحوثيين، الذين كثفوا هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد السفن التجارية منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر الماضي.
في المقابل، يصر الحوثيون على مواصلة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، في إطار ما يصفونه بـ”التضامن مع القضية الفلسطينية”.
وأعلنت الجماعة سابقًا أنها ستُواصل عملياتها في البحر الأحمر طالما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة، الأمر الذي يضع المنطقة على حافة مواجهة عسكرية أوسع.
اتهامات أمريكية للحوثيين بنهب المساعدات الإنسانية
وسط هذا التصعيد العسكري، وجهت القيادة المركزية الأمريكية اتهامات جديدة للحوثيين بالاستيلاء على مخزون برنامج الأغذية العالمي من مستودع في محافظة صعدة، مشيرة إلى أن المستودع يحتوي على أكثر من 2.5 مليون كيلو جرام من المواد الغذائية المخصصة للمدنيين اليمنيين الذين يُعانون من أزمة إنسانية خانقة.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، قالت القيادة المركزية الأميركية إن “هذا الاستيلاء غير القانوني سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، حيث يعتمد الملايين على المساعدات الدولية”.
وأضافت: “ما حدث مثال آخر على التجاهل التام من جانب الحوثيين لمعاناة الشعب اليمني، وعدوانهم المستمر ضد العمليات الإنسانية”.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يعاني ملايين السكان من نقص الغذاء والمياه وانهيار الخدمات الصحية نتيجة سنوات من الحرب والتدخلات الخارجية.
وكانت الأمم المتحدة قد علّقت أعمالها في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، في فبراير الماضي بعد تعرض موظفيها لعمليات احتجاز من قبل سلطات الجماعة.
ما الذي يعنيه استمرار الضربات؟
مع استمرار الغارات الأمريكية، يبدو أن المنطقة مقبلة على مزيد من التوتر والتصعيد، حيث تتعهد واشنطن بردع الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، بينما يصر الحوثيون على مواصلة عملياتهم في البحر الأحمر.
وعلى الرغم من أن واشنطن تُؤكد أن عملياتها تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين فقط، فإن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى امتداد رقعة المواجهة في المنطقة، خاصة مع تصاعد حدة التوترات بين القوى الإقليمية والدولية.
في المقابل، يرى مراقبون أن استمرار الغارات الأمريكية قد يزيد من تعقيد المشهد في اليمن، ويُؤثر سلبًا على الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.