ذات صلة

جمع

رسالة الفتنة.. هل بدأ العد التنازلي لانهيار جماعة الإخوان؟

في تطور مفاجئ يعكس مدى الانقسامات العميقة داخل جماعة...

شبكة تجسس إيرانية في تركيا.. هل تتّجه العلاقات نحو صدام مفتوح؟

في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بين أنقرة وطهران، أعلنت...

تسريبات: مُخطط إخواني لإطلاق قناة جديدة من الخارج لمهاجمة مصر

كشفت مصادر مطلعة عن مُخطط جديد لجماعة الإخوان المسلمين...

إسرائيل والدروز بعد الأسد: استقطاب سياسي أم تعزيز للنفوذ؟

شهدت العلاقات بين إسرائيل والطائفة الدرزية تطورات ملحوظة خلال...

إخلاء عاجل لقيادات الحوثي.. هل بدأت الضربة الحاسمة؟

تصاعدت حالة من القلق والارتباك داخل جماعة الحوثي بعد...

رسالة الفتنة.. هل بدأ العد التنازلي لانهيار جماعة الإخوان؟

في تطور مفاجئ يعكس مدى الانقسامات العميقة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، أشعلت رسالة صادرة عن القائم بأعمال المرشد العام، صلاح عبدالحق، فتيل أزمة غير مسبوقة بين جبهتي الجماعة في إسطنبول ولندن.

الرسالة التي كان يفترض أن تكون دعوة للوحدة الداخلية، تحولت إلى عامل تفجير لصراعات خفية بين القيادات المتنافسة، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل التنظيم.

جذور الخلاف.. تراكمات الماضي تشتعل من جديد

لم تكن هذه الأزمة وليدة اللحظة، بل جاءت تتويجًا لخلافات ممتدة بين جبهتين تتنازعان الشرعية داخل الجماعة.

منذ اعتقال المرشد العام محمد بديع، برز تياران رئيسان داخل الإخوان، الأول بقيادة إبراهيم منير في لندن قبل وفاته، والثاني ممثلًا في القيادات الموجودة في إسطنبول.

وبينما سعت كل جبهة إلى فرض نفسها كالممثل الشرعي الوحيد، جاءت رسالة عبد الحق لتكشف عن مدى التصدع الداخلي.

الرسالة، التي دعا فيها عبدالحق إلى “لم الشمل” وإعادة ترتيب البيت الداخلي، قوبلت برفض شديد من قبل بعض القيادات، التي رأت فيها محاولة لإعادة إنتاج القيادة القديمة وإقصاء الأصوات المعارضة، وهو ما عمق الهوة بين الفصيلين.

صراع النفوذ.. لندن ضد إسطنبول

على مدار السنوات الماضية، سعت كل من جبهتي لندن وإسطنبول إلى فرض سيطرتها على التنظيم من خلال شبكاتها الداخلية وتحالفاتها الخارجية.

جبهة لندن، التي تضم قيادات تاريخية، كانت تعتمد على الخطاب التقليدي القائم على السرية والانضباط التنظيمي، بينما جبهة إسطنبول، التي تضم عناصر شابة نسبيًا، حاولت تبني نهج أكثر براغماتية يتماشى مع المتغيرات السياسية.

لكن مع تصاعد الخلافات، تحولت محاولات الوساطة إلى صراع مفتوح على النفوذ، خصوصًا بعد فشل كل المحاولات السابقة لتوحيد الصف.

الرسالة الأخيرة لعبدالحق كشفت بشكل علني عن مدى التناقضات بين الرؤى المطروحة، ما جعل البعض يصفها بأنها “رسالة الفتنة” التي قد تكون المسمار الأخير في نعش الجماعة.

يُثير هذا الانقسام تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأزمة مجرد مناورة تكتيكية من أحد الأجنحة لإعادة ترتيب الأوراق، أم أنها مؤشر حقيقي على انهيار التنظيم.

تاريخيًا، مرت جماعة الإخوان بأزمات داخلية عديدة لكنها نجحت في احتوائها، إلا أن الأزمة الحالية تبدو أكثر تعقيدًا نظرًا لفقدان الجماعة الكثير من قوتها السياسية والشعبية، فضلًا عن الضغوط الإقليمية والدولية التي تفرض قيودًا صارمة على أنشطتها.

إذا استمر الصراع الداخلي دون حلول، فمن المحتمل أن نشهد تفتت الجماعة إلى كيانات أصغر، أو ربما اختفائها تدريجيًا من المشهد السياسي كقوة موحدة.

كما أن الانقسامات قد تدفع بعض الأعضاء إلى البحث عن بدائل جديدة خارج إطار التنظيم التقليدي.

ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد، إن استمرار الصراع الداخلي، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا في المدى القريب، حيث ستتفاقم الخلافات دون الوصول إلى حل، مما يُؤدي إلى تآكل النفوذ التنظيمي تدريجيًا، وكذلك انقسام رسمي، حيث يشهد انشقاقًا واضحًا بين الجبهتين، حيث تتشكل كيانات منفصلة تعمل بشكل مستقل، ما يعني انتهاء مفهوم “الإخوان كتنظيم عالمي موحد”.


ويضيف عيد – في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية” – أنه قد يسعى بعض العقلاء داخل الجماعة إلى إعادة ترتيب الصفوف عبر قيادة جديدة تكون مقبولة من الطرفين، ومع استمرار الضغوط السياسية وفقدان الشعبية، قد يُؤدي الانقسام إلى خروج الأعضاء تدريجيًا من التنظيم، مما يسرّع من نهايته.