ذات صلة

جمع

شبكة تجسس إيرانية في تركيا.. هل تتّجه العلاقات نحو صدام مفتوح؟

في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بين أنقرة وطهران، أعلنت...

تسريبات: مُخطط إخواني لإطلاق قناة جديدة من الخارج لمهاجمة مصر

كشفت مصادر مطلعة عن مُخطط جديد لجماعة الإخوان المسلمين...

إسرائيل والدروز بعد الأسد: استقطاب سياسي أم تعزيز للنفوذ؟

شهدت العلاقات بين إسرائيل والطائفة الدرزية تطورات ملحوظة خلال...

إخلاء عاجل لقيادات الحوثي.. هل بدأت الضربة الحاسمة؟

تصاعدت حالة من القلق والارتباك داخل جماعة الحوثي بعد...

غزة تنجرف بسرعة نحو المجاعة: الحصار الإسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة...

شبكة تجسس إيرانية في تركيا.. هل تتّجه العلاقات نحو صدام مفتوح؟

في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بين أنقرة وطهران، أعلنت السلطات التركية عن توقيف خمسة أشخاص بتهمة التجسس لصالح “الحرس الثوري” الإيراني، وسط توتر سياسي متصاعد بين البلدين بسبب المواقف المتباينة تجاه القضايا الإقليمية، خاصة في سوريا.

تفاصيل العملية الأمنية

قد نفّذت قوات الأمن والمخابرات التركية عمليات متزامنة في مدن إسطنبول وأنطاليا ومرسين، أسفرت عن اعتقال المتهمين الخمسة بعد استصدار مذكرات توقيف من مكتب المدعي العام في إسطنبول.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن المعتقلين قاموا بجمع معلومات حساسة عن قواعد عسكرية تركية ومناطق استراتيجية داخل وخارج البلاد، ونقلها إلى عناصر في استخبارات الحرس الثوري الإيراني، مما دفع السلطات إلى توجيه تهم “التجسس العسكري والسياسي” إليهم.

توقيت الكشف عن الخلية


جاء إعلان أنقرة عن ضبط خلية التجسس في توقيت حساس، يتزامن مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

إذ جاءت هذه الخطوة بعد تصريحات قوية لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حذّر فيها طهران من زعزعة الاستقرار في سوريا، ملوحًا بأن سياستها الخارجية القائمة على دعم الجماعات المسلحة قد ترتد عليها.

التصريحات التركية قوبلت بغضب إيراني، حيث استدعت طهران السفير التركي في احتجاج رسمي، فيما ردت أنقرة باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني لديها.

سجل من التجسس والصراعات الخفية

لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، حيث شهدت العلاقات بين البلدين على مدار الأعوام الماضية العديد من القضايا المشابهة، أبرزها الكشف عن شبكات تجسس إيرانية تنشط في تركيا.

في سبتمبر 2012، بثت وسائل إعلام تركية صورًا لشبكة تجسس مرتبطة بإيران تعمل على جمع معلومات حول الجيش التركي وعلاقته بحزب “العمال الكردستاني”.

وفي أكتوبر 2021، كشفت السلطات التركية عن خلية تجسس تضم إيرانيين وأتراك، حاولت اختطاف عسكري إيراني سابق في مدينة وان الحدودية.

كما تورطت المخابرات الإيرانية في اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي في إسطنبول عام 2019، وهو الحادث الذي أدى إلى اعتقال دبلوماسي إيراني بتهمة تزوير أوراق رسمية لتسهيل هروب الجناة.

محاولة تصفية حسابات أم تعزيز النفوذ؟

تحليل الخبراء يشير إلى أن النشاط الاستخباراتي الإيراني في تركيا لا يقتصر على التجسس، بل يمتد إلى محاولات تصفية معارضي النظام الإيراني، كما حدث مع سعيد كريميان، مدير شبكة “جم تي في”، الذي اغتيل في إسطنبول عام 2017 بعد تلقيه تهديدات بسبب عمله الإعلامي المعارض للنظام الإيراني.

إضافة إلى ذلك، عملت إيران على تنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل على الأراضي التركية، حيث أحبطت المخابرات التركية في 2022 محاولة اغتيال لرجل الأعمال التركي الإسرائيلي يائير غيلر، والتي كان يعتقد أنها جاءت ردًا على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

تشكل هذه التطورات نقطة تحول في العلاقة بين أنقرة وطهران، التي تجمعهما مصالح اقتصادية وأمنية، لكنها تشوبها خلافات سياسية حادة.


تأتي هذه الحادثة في ظل توتر إقليمي متزايد، حيث تصطدم المصالح التركية والإيرانية في سوريا والعراق وجنوب القوقاز.
في المقابل، تُحاول كل من أنقرة وطهران احتواء التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية، كما ظهر في لقاء وزيري خارجية البلدين خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الرياض.