تصاعدت حالة من القلق والارتباك داخل جماعة الحوثي بعد الضربات العسكرية الأمريكية المكثفة التي استهدفت مواقعها في اليمن، مما دفع قيادات بارزة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمغادرة مواقعها ومنازلها.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد غير مسبوق في المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين، ما يطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة من الصراع.
ضربات دقيقة وعمليات إجلاء مفاجئة
وكشفت مصادر محلية أن عمليات الإخلاء لم تقتصر على المواقع العسكرية، بل شملت منازل قيادات بارزة في الجماعة، حيث تم نقلهم إلى مواقع غير معلنة.
وهو ما يشير إلى أن هذه الخطوة تعكس تخوفًا حوثيًا من ضربات أكثر دقة وفاعلية في الأيام القادمة، خاصة بعد استخدام واشنطن تقنيات متطورة لاستهداف البنية العسكرية للجماعة.
كما يطرح تساؤلات عدة عمّا ستشهده المرحلة المقبلة من المواجهة، حيث إن التحركات الأخيرة تثير تساؤلات حول تأثير الضربات المحتملة على تماسك الجماعة، وما إذا كانت هذه العمليات تعكس حالة ضعف استباقية أم استعدادًا لتصعيد مضاد؟.
استهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن العمليات الأخيرة شملت استهداف منشآت عسكرية، ومستودعات أسلحة، وقواعد إطلاق صواريخ تابعة للحوثيين.
وأوضحت أن هذه الضربات تأتي في إطار جهود تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومنع الحوثيين من تنفيذ هجمات على السفن التجارية والعسكرية.
ردود الفعل الحوثية.. اتهامات وتصعيد محتمل
وفي أول تعليق رسمي، اتهمت جماعة الحوثي الولايات المتحدة بشن “عدوان مباشر” على اليمن، متوعدة بالرد على الهجمات.
وحذر الناطق باسم الجماعة من أن “الضربات الأمريكية لن تمر دون رد”، في إشارة إلى احتمال تصعيد العمليات ضد السفن الغربية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
إيران في المشهد.. هل نشهد تصعيدًا إقليميًا؟
فيما لم تكن التطورات الأخيرة بعيدة عن إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، حيث حذّرت طهران من أن استمرار الضربات الأمريكية قد يؤدي إلى “رد قاسٍ” في المنطقة.
كما أشارت تقارير استخباراتية إلى زيادة عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين عبر قنوات غير رسمية، مما يُعزّز المخاوف من اندلاع مواجهة أوسع تشمل أطرافًا إقليمية أخرى.
هل بدأ العد التنازلي لمواجهة فاصلة؟
لذا فالتحركات الأخيرة تطرح تساؤلات عديدة حول مدى تأثير الضربات الأمريكية على تماسك الحوثيين، وهل تمثل بداية لمرحلة ضعف واستنزاف، أم أنها مجرد خطوة ضمن معركة طويلة قد تزداد ضراوة.
ومع تصاعد التوترات وتحذيرات واشنطن من استمرار التهديدات، يبدو أن الأيام القادمة ستحمل المزيد من التطورات الحاسمة على الساحة اليمنية والإقليمية.
وأدت الغارات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن إلى مقتل 31 شخصًا، بحسب حصيلة جديدة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين، الأحد.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة أنيس الأصبحي على منصة “إكس”: “الإحصائية الأولية لعدد ضحايا العدوان الأمريكي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع وصلت إلى 31 شهيدًا و101 جريح معظمهم من الأطفال والنساء”، مشيرًا إلى أن الحصيلة أولية، و”ما زال البحث جاريًا لانتشال الضحايا”.
وجاءت الضربات بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، لينهوا بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير مع وقف إطلاق النار في غزة.
كما جاءت بعد أيام قليلة من تسليم رسالة من ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، سعيًا لإجراء محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، والأربعاء رفض خامنئي إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.