في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك لعام 2025، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق يُنذر بالخطر الكبير، حيث يُعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية كالغذاء، الأدوية، والوقود، بالإضافة إلى انقطاع مستمر للمياه والكهرباء.
تفاصيل الحصار وتأثيراته
أعلنت السلطات الإسرائيلية في 3 مارس 2025 عن منع دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة، بما في ذلك المواد الغذائية والوقود، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان.
كما هدّدت إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
التحذيرات الدولية من المجاعة
وحذّرت منظمات دولية من خطر المجاعة في غزة نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، والذي يعطل جهود الإغاثة الإنسانية.
ووفقًا لتقرير صادر في أكتوبر 2024، يعاني 1.84 مليون شخص في غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع وجود حوالي 133,000 شخص في فئة “الكارثة” الأكثر شدة.
كما أشارت تقارير أخرى إلى أن غزة تشهد أخطر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يُعاني أكثر من مليوني شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وفي الأسابيع الأخيرة، حذّرت منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن غزة تنجرف بسرعة نحو المجاعة.
وأشارت تقارير إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل بشكل خاص.
الأزمة الإنسانية في رمضان
وخلال شهر رمضان المبارك، الذي يُعتبر شهر الرحمة والتضامن، تتفاقم معاناة سكان غزة بسبب نقص المواد الغذائية الأساسية، مما يحرمهم من تأمين احتياجاتهم الغذائية خلال هذا الشهر الفضيل.
كما أن انقطاع الكهرباء والمياه يزيد من صعوبة الحياة اليومية، حيث لا تتوفر المياه النظيفة للشرب أو الاستخدام المنزلي، وتتعطل الخدمات الأساسية كالمستشفيات والمرافق الصحية.
لذا يُواجه سكان غزة ظروفًا قاسية بشكل خاص. لليوم الثاني عشر على التوالي، يمنع الجيش الإسرائيلي إدخال الطعام والأدوية والوقود بالكامل، مما يزيد من معاناة السكان، حيث إن العائلات تكافح من أجل تأمين وجبات الإفطار والسحور، مع انتشار مشاهد مؤلمة لأطفال يبحثون عن بقايا الطعام في القمامة.
أرقام مخيفة
يُعاني أهل غزة من نقص الغذاء، حيث تُشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع وجود نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والأرز والزيوت.
بالاضافة إلى نقص الأدوية، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 50% من الأدوية الأساسية نفدت من المستودعات، مما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
فضلًا عن انقطاع المياه والكهرباء، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قطع المياه والكهرباء عن القطاع، مما أدّى إلى تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، تتزايد الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل لفتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.
ومع استمرار الحصار خلال شهر رمضان، تبقى حياة الملايين من سكان غزة معلقة بين الأمل واليأس، في انتظار تدخل دولي ينقذهم من شبح المجاعة والموت البطيء، حيث تنجرف غزة نحو المجاعة بسرعة مُروّعة، وسط صمت دولي مريب.