ذات صلة

جمع

الطائرات الحوثية قد تُصبح أكثر تخفيًا وتُحلق لمسافات أبعد.. ما التفاصيل؟

شهدت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن التجارية والبوارج...

خطة التهجير الجماعي: محاولات أمريكية وإسرائيلية لتوطين فلسطينيي غزة في إفريقيا

أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن الولايات المتحدة وإسرائيل عرضتا...

طرق جديدة.. كيف تتخفى مسيرات الحوثي في البحر الأحمر؟

في ظل تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر، باتت...

خطة جوية إسرائيلية جديدة تُغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط

كشفت صحيفة معاريف العبرية عن خطة جديدة للقوات الجوية...

تحالف الفوضى: كيف يستغل الدبيبة والغرياني ورقة الميليشيات للسيطرة على ليبيا؟

في ظل التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، برزت...

الطائرات الحوثية قد تُصبح أكثر تخفيًا وتُحلق لمسافات أبعد.. ما التفاصيل؟

شهدت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن التجارية والبوارج الحربية في البحر الأحمر تصعيدًا مستمرًا خلال العام الماضي، حيث استُخدمت الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، مما تسبب في اضطرابات واسعة في حركة التجارة العالمية عبر أحد أهم الممرات البحرية، كما تسعى الميليشيات حديثًا لصناعة مسيرات لديها قدرة أكبر على التخفي والتحليق لمسافات بعيدة.

تطور في التكنولوجيا العسكرية الحوثية

وبحجة دعم الفلسطينيين في غزة، وسّع الحوثيون نطاق هجماتهم لتصل إلى مسافة 100 ميل عن السواحل اليمنية، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تنفيذ ضربات جوية انتقامية ضدهم.

ورغم أن الهجمات تراجعت عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير الماضي، إلا أن تقارير بحثية حديثة تُشير إلى أن الحوثيين ربما حصلوا على تكنولوجيا جديدة تجعل طائراتهم المسيرة أكثر صعوبة في الرصد، مع قدرة أكبر على التحليق لمسافات أطول.

وكشف موقع المونيتور أن الحوثيين يستخدمون خلايا وقود الهيدروجين المصنعة في الصين لبناء طائرات مسيّرة قادرة على التخفي وعدم تتبعها من قبل الدفاعات الجوية.

نقلة نوعية في قدرات الطائرات الحوثية

كما كشف الباحث تيمور خان، من مجموعة Conflict Armament Research البريطانية، أن الحوثيين ربما بدأوا باستخدام خلايا وقود الهيدروجين في طائراتهم المسيرة، ما يمنحهم ميزة كبيرة في أي صراع مستقبلي مع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية.

وأوضح خان أنه زار جنوب غرب اليمن في نوفمبر الماضي لتوثيق أجزاء من نظام خلايا الوقود الهيدروجيني التي عثرت عليها القوات الحكومية في قارب صغير كان محملًا بأسلحة يُعرف أن الحوثيين يستخدمونها.

كيف تعمل خلايا وقود الهيدروجين؟

تعتمد هذه التقنية على تفاعل الأوكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة، مما ينتج طاقة كهربائية تطلق بخار الماء فقط، دون حرارة أو ضوضاء تُذكر، مما يجعل اكتشاف الطائرات التي تعمل بهذه التقنية أكثر صعوبة.

ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات الحوثية التقليدية، التي تعمل بمحركات البنزين أو بطاريات الليثيوم، تستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 750 ميلًا. أما استخدام خلايا وقود الهيدروجين، فيمكن أن يزيد مدى الطائرات إلى ثلاثة أضعاف، مما يمنح الحوثيين القدرة على تنفيذ هجمات بعيدة المدى دون الكشف عنها بسهولة عبر أجهزة الاستشعار الصوتية أو الحرارية.

دور الصين في تزويد الحوثيين بالتكنولوجيا

كما ذكر التقرير أن الوثائق التي تم فحصها تُشير إلى أن مكونات خلايا الوقود صُنعت بواسطة شركات صينية تعلن عن استخدامها للطائرات المسيرة، كما تم العثور على خزانات هيدروجين مضغوط تم وضع ملصقات خاطئة عليها على أنها أسطوانات أكسجين.

لكن خان أشار إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه المعدات جاءت مباشرة من الصين أو عبر طرف ثالث. وأوضح أن تأمين الحوثيين لمصدر جديد لمكونات الأسلحة قد يمنحهم ميزة استراتيجية كبيرة، خاصة إذا لم يكونوا معتمدين فقط على الإمدادات الإيرانية.

وأضاف أن شحنات الأسلحة الحوثية التي تم اعتراضها في البحر سابقًا كانت إما مصنوعة في إيران أو أُرسلت منها. لكن إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه المكونات من السوق التجارية بشكل مباشر، فقد يشير ذلك إلى سلسلة إمداد جديدة تزيد من استقلاليتهم العسكرية.

اعتراض شحنة أسلحة متطورة في البحر الأحمر

وتم اعتراض القارب الذي وثّقه خان في أغسطس الماضي من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

وضمت الشحنة التي تم ضبطها صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة أوروبية الصنع يُمكن استخدامها في صواريخ كروز، وأنظمة رادار، وأجهزة تتبع للسفن، إضافة إلى مئات الطائرات المسيرة التجارية، فضلًا عن مكونات خلايا وقود الهيدروجين.

تاريخ استخدام خلايا وقود الهيدروجين في الطائرات العسكرية

تُعد تقنية الطاقة الهيدروجينية بالكهرباء عبر خلايا الوقود تكنولوجيا قديمة، حيث استخدمتها وكالة ناسا في مهمات “أبولو”. لكن استخدامها في الطائرات العسكرية بدأ يظهر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه التقنية أكثر شيوعًا في الطائرات العسكرية، حيث تتيح لها التحليق لفترات أطول، مما يجعلها مفيدة أيضًا للأغراض التجارية مثل تفتيش خطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء ومزارع الرياح البحرية، وفقًا لما ذكره آندي كيلي من شركة Intelligent Energy البريطانية، التي تصنع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات المسيرة، والتي تبيعها أيضًا شركات أمريكية عدة لوزارة الدفاع الأمريكية.

وأضاف كيلي: “كلما زادت مدة بقاء الطائرة في الجو، زادت قدرتها على جمع البيانات”، مشيرًا إلى أن خلايا وقود الهيدروجين تخزن طاقة تفوق بطاريات الليثيوم بثلاثة أضعاف، مما يسمح للطائرات بحمل أوزان أثقل لمسافات أطول.

علاوة على ذلك، فإن هذه التقنية تُقلل من الاهتزازات التي قد تُؤثر على دقة الكاميرات وأجهزة الاستشعار المستخدمة في مهام الاستطلاع، كما أن خلايا الوقود يُمكن إعادة استخدامها مرات أكثر بكثير مقارنةً بالبطاريات القابلة لإعادة الشحن.

رفض الكشف عن الشركات الصينية المصنعة

ورغم الأدلة التي تشير إلى تورط شركات صينية في تصنيع المكونات التي وصلت للحوثيين، رفضت منظمة Conflict Armament Research الكشف عن أسماء هذه الشركات.

وأوضحت أن هذا النهج يساعد في التعاون السري مع الشركات لمعرفة كيفية وصول منتجاتها إلى أيدي جماعات مسلحة، ومنع حدوث ذلك في المستقبل.

ومع تزايد قدرات الحوثيين في مجال الطائرات المسيرة، وامتلاكهم لتقنيات متقدمة مثل خلايا وقود الهيدروجين، قد يشهد الصراع في المنطقة تحولًا نوعيًا في المستقبل القريب.

وفي حال استئناف الهجمات على السفن الحربية أو التجارية، فإن التكنولوجيا الجديدة قد تمنح الحوثيين ميزة كبيرة في التخفي وتنفيذ عمليات بعيدة المدى، مما قد يُغيّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر.