ذات صلة

جمع

الحوثيون في واجهة المشروع الإيراني.. زعامة إقليمية أم ورقة احتياطية؟

في ظل الضربات المتتالية التي تعرضت لها أذرع إيران...

انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري.. وسط تقصي الأمم المتحدة للحقائق وتعليق إيراني

أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الإثنين، انتهاء العملية العسكرية...

الحوثيون يُحولون أطفال اليمن إلى وقود حرب: تصاعد نسبة زجهم إلى ساحات القتال

في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والطفولة، تستمر ميليشيات الحوثي...

“تحالف الدبيبة والغرياني.. فوضى مدبَّرة لحسم معركة السلطة في ليبيا”

تشهد الساحة الليبية حالة متزايدة من التوتر وعدم الاستقرار...

الحوثيون في واجهة المشروع الإيراني.. زعامة إقليمية أم ورقة احتياطية؟

في ظل الضربات المتتالية التي تعرضت لها أذرع إيران في المنطقة، باتت ميليشيات الحوثي في اليمن تتّجه بسرعة نحو تصدر المشهد داخل المحور الإيراني، مستغلة الفراغ الذي خلفه حزب الله اللبناني بعد مقتل زعيمه حسن نصر الله.


هذا التحول لا يبدو مجرد صدفة، بل هو جزء من إعادة ترتيب أوراق طهران في المنطقة لتعويض خسائرها، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الحوثيين على أداء دور يتجاوز حدود اليمن إلى الإقليم بأسره.

من جماعة متمردة إلى رأس حربة إقليمي


وعلى مدى السنوات الماضية، لعب الحوثيون دور الذراع العسكرية لإيران في اليمن، مستفيدين من الدعم اللوجستي والعسكري الذي قدمته لهم طهران.


ومع تصاعد الضغوط الدولية ضد حزب الله اللبناني، وجدت إيران نفسها بحاجة إلى واجهة جديدة تستطيع الحفاظ على تماسك ما سمي بمحور المقاومة، فكانت الميليشيات الحوثية هي الخيار الأمثل بحكم نفوذها العسكري المتزايد، وقابليتها لتبني خطاب أكثر حدة على المستوى الإقليمي.


وخلال الأشهر الأخيرة، ظهر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في سلسلة من الخطابات التي تجاوزت الشأن اليمني الداخلي، متناولًا قضايا إقليمية مثل الوضع في سوريا ولبنان، ومهاجمًا الخصوم التقليديين لطهران.

هذا الخطاب المتصاعد يؤكد أن الحوثيين لا يكتفون بالبقاء ضمن الحدود اليمنية، بل يسعون إلى توسيع دورهم ليشمل قيادة المحور الإيراني.

الحوثيون وإعادة تموضع المحور الإيراني

وعقب مقتل حسن نصر الله، خسر حزب الله أحد أهم مصادر قوته، وهو الزخم القيادي الذي كان يتمتع به زعيمه الراحل.


وفي ظل هذا التراجع، برز الحوثيون كبديل محتمل لقيادة المحور، مستفيدين من عاملين رئيسيين، الأول، امتلاكهم لقدرات عسكرية متنامية مكنتهم من تهديد ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما منحهم وزنًا استراتيجيًا في الحسابات الإيرانية.


والثاني، طبيعة التنظيم الحوثي الذي يعتمد على خطاب تعبوي مُشابه لحزب الله، ما سهل عليهم تبني دوره داخل منظومة المحور.


والتحرك الحوثي لا يأتي بمعزل عن التوجيهات الإيرانية، بل يعكس عملية إعادة تموضع داخل المحور نفسه، إذ لم يعد حزب الله قادرًا على لعب دور القائد الإقليمي كما كان سابقًا، مما دفع طهران إلى البحث عن بدائل تتماشى مع الظروف الجديدة.


الحوثيون، رغم أنهم حديثو العهد بهذا المستوى من الأدوار، يظهرون استعدادًا متزايدًا لتبني استراتيجيات إيران في المنطقة.

وإلى جانب التحركات العسكرية، شهد الخطاب الإعلامي الحوثي تصعيدًا ملحوظًا بعد مقتل نصر الله، حيث بدأ الإعلام التابع للجماعة في إبراز الحوثيين كقوة إقليمية قادرة على التأثير في مجريات الأحداث.


هذا التصعيد يهدف إلى ترسيخ صورة الحوثيين ليس فقط كقوة يمنية، بل كجزء أساسي من محور المقاومة الذي تقوده إيران.


هذا التحول في دور الحوثيين يحمل تداعيات خطيرة، فمن ناحية، يعني تعزيز ارتباط الجماعة بالمشروع الإيراني أن اليمن قد يصبح بشكل متزايد ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.


ومن ناحية أخرى، فإن محاولة الحوثي لعب دور الزعامة داخل المحور قد يدفع خصوم إيران إلى تشديد إجراءاتهم ضده، سواء عبر العقوبات الاقتصادية أو من خلال عمليات عسكرية تستهدف الحد من نفوذه.