ذات صلة

جمع

أوروبا على مفترق طرق.. إعادة التسلح ورفض السلام المفروض على أوكرانيا

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التهديدات الروسية، تجد...

تصادم وشيك بين حليفين لأمريكا في الشرق الأوسط: هل تشتعل سوريا مجددًا؟

سلّط تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الضوء على التصاعد الخطير...

جرائم الحوثيين بحق أطفال اليمن: وعود كاذبة وواقع مرعب من القتل والتجنيد والاختطاف

رغم الوعود المتكررة من ميليشيات الحوثي بالتوقف عن انتهاكات...

تكلفته تفوق مليار دولار… مخطط إسرائيلي لتفتيت سوريا عبر الدروز.. ما التفاصيل؟

مع الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لعدد من المواقع في الجنوب...

أمريكا تصنف ميلشيات الحوثي “منظمة إرهابية” رسميا

قررت الولايات المتحدة الأميركية تصنيف ميلشيات الحوثيين في اليمن...

أوروبا على مفترق طرق.. إعادة التسلح ورفض السلام المفروض على أوكرانيا

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التهديدات الروسية، تجد أوروبا نفسها في مواجهة تحديات غير مسبوقة تتطلب إعادة تقييم جذرية لسياساتها الدفاعية والاستراتيجية.

خلال قمة استثنائية عقدت في بروكسل، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة خطط إعادة التسلح ودعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وسط تحولات كبيرة في المواقف الأوروبية تجاه الدفاع والأمن القاري.

لحظة حاسمة لأوروبا وأوكرانيا

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الوضع الحالي بأنه “لحظة حاسمة” لأوروبا وأوكرانيا. وأكدت خلال افتتاح القمة أن القارة تُواجه خطرًا واضحًا وقائمًا يتطلب تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية.

كما شدّدت على ضرورة تزويد أوكرانيا بالوسائل اللازمة لحماية نفسها والعمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى مواصلة الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، معربًا عن رفضه لأي محاولة لفرض “سلام مفروض” على بلاده.

جاءت تصريحات زيلينسكي في أعقاب هجوم روسي استهدف فندقًا في كريفيي ريغ، وسط أوكرانيا، نجا منه عمال أجانب ومتطوعون من منظمات إنسانية.

ألمانيا ترفض السلام المفروض وتدعو لإصلاحات دفاعية

في تحول لافت، رفض المستشار الألماني أيّة محاولة لفرض سلام على أوكرانيا، مؤكدًا أن السلام يجب أن يكون نتيجة مفاوضات عادلة وليس إملاءات خارجية.

كما أعلنت ألمانيا عن خطط لاستثمار مبالغ طائلة في تعزيز قدراتها العسكرية، ودعت إلى إصلاح قواعد الميزانية الأوروبية المتشددة للسماح بزيادة الإنفاق الدفاعي دون إدراجه ضمن عجز الميزانيات.

هذا التحول في الموقف الألماني أثار دهشة العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين، خاصة وأن برلين كانت تتمسك حتى وقت قريب بسياسات مالية صارمة بشأن العجز.

وتتجه الأنظار الآن إلى المستشار الألماني المقبل، فريدريش ميرتس، الذي وصل إلى بروكسل لعقد لقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي قبل بدء القمة.

خطة أوروبية لإعادة التسلح

كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة طموحة لإعادة تسليح أوروبا، تتضمن رصد حوالي 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء.

وتتضمن الخطة السماح للدول بزيادة إنفاقها العسكري دون احتسابه ضمن عجز الميزانيات، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن القاري في مواجهة التهديدات المتزايدة.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن نيته فتح نقاش استراتيجي حول وضع أوروبا تحت الحماية النووية الفرنسية، في إشارة إلى ضرورة تعزيز الاستقلالية الأوروبية في مجال الدفاع.

واشنطن تُعلق المساعدات العسكرية لأوكرانيا

في تطور آخر، أعلنت واشنطن تجميد مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، في قرار قد يقوض قدرة كييف على مواجهة الغزو الروسي.

جاء هذا القرار في أعقاب مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، مما أثار تساؤلات حول التزام واشنطن بدعم أوكرانيا.

من جانبها، تعهدت دول الاتحاد الأوروبي بتقديم حوالي 30 مليار يورو لأوكرانيا حتى عام 2025، معتبرة أن هذا المبلغ كافٍ في الوقت الحالي دون الحاجة إلى زيادته.

مستقبل أوروبا في ظل التحديات الجديدة

تُواجه أوروبا اليوم تحديات غير مسبوقة تتطلب إعادة تقييم جذرية لسياساتها الدفاعية والاستراتيجية.

مع تصاعد التهديدات الروسية وتراجع الدعم الأمريكي، أصبحت القارة في حاجة ماسة إلى تعزيز استقلاليتها الأمنية وبناء قدرات دفاعية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

في هذا السياق، تُشكل خطة إعادة التسلح الأوروبية خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن القاري، لكنها تظل بحاجة إلى دعم سياسي ومالي من جميع الدول الأعضاء لضمان نجاحها.

كما أن رفض السلام المفروض على أوكرانيا يُؤكد التزام أوروبا بدعم كييف في سعيها لتحقيق سلام عادل ودائم.