في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، وقف إدخال جميع المساعدات الإنسانية والإمدادات إلى قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والتوترات السياسية بين إسرائيل وحركة حماس.
سموتريتش: “فتح أبواب الجحيم”
وقد رحب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بقرار الحكومة، واصفًا إياه بأنه خطوة “في الاتجاه الصحيح”، وكتب في منشور على منصة “إكس”: “القرار الذي اتخذناه الليلة بوقف إدخال المساعدات حتى تدمير حماس أو استسلامها الكامل وإعادة جميع الرهائن، هو خطوة ضرورية. الآن يجب فتح أبواب الجحيم بأقصى سرعة وقوة ضد العدو حتى تحقيق النصر الكامل”.
وأشار سموتريتش، أن حزبه سيظل في الحكومة لضمان تنفيذ هذا القرار حتى النهاية.
نتنياهو يأمر بوقف إدخال المساعدات بالكامل
ومن جهتها، أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر وقف إدخال جميع البضائع والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة اعتبارًا من صباح اليوم الأحد.
وأوضحت الحكومة الإسرائيلية، أن القرار جاء ردًا على رفض حركة حماس لمقترح جديد طرحه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار ورفض حماس
وفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد اقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يتضمن عدة مراحل، حيث يتم في المرحلة الأولى، التي تستمر 42 يومًا، إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا.
وينص المقترح على أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح بقية الرهائن، ولكن رفض حماس لهذا العرض أدى إلى اتخاذ قرار الحكومة الإسرائيلية بتشديد الحصار ومنع المساعدات بشكل كامل.
مزاعم إسرائيلية حول تخزين حماس للمساعدات
وقد أفادت القناة 12 العبرية، أن المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الستة الماضية تكفي لاحتياجات القطاع لمدة أربعة إلى ستة أشهر.
ونقلت القناة عن مصادر لم تحددها ادعاءات بأن حركة حماس تخزن جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات داخل مستودعاتها، وهو ما استخدمته الحكومة الإسرائيلية كذريعة إضافية لوقف تدفق الإمدادات إلى القطاع.
تبريرات إسرائيلية لقرار الحصار الكامل
من جانبه، برر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، القرار قائلاً” إن المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة كانت جزءًا من المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي انتهت يوم السبت.
وأضاف: أن استمرار دخول المساعدات كان مرهونًا بتقدم المفاوضات حول إطلاق سراح الرهائن، وهو ما لم يتحقق وفق الرؤية الإسرائيلية.
يأتي هذا القرار في وقت يعاني فيه قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي المشدد، وسط دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
منظمات دولية حذرت من أن منع إدخال المساعدات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية مدمرة، حيث يعاني سكان غزة بالفعل من المجاعة ونقص الرعاية الطبية؛ مما يفاقم من معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال والمرضى.
