ذات صلة

جمع

ترامب يغازل بوتين والتحضير لقمة ثنائية.. ما سر التقارب المتزايد؟

في ولايته الثانية التي بدأت في يناير 2025، شهدت...

” تصعيد خطير في إب”.. حملة اختطاف حوثية ونبش قبور وسط صراع قبلي محتدم

تشهد محافظة إب اليمنية موجة جديدة من الانتهاكات التي...

ارتفاع أسعار الغذاء في تعز مع قدوم رمضان 2025.. حصار الحوثي يفاقم المعاناة

مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تشهد مدينة تعز ارتفاعًا...

مخطط ” لابيد” لغزة.. وصاية مصرية أم فخ سياسي؟

في الفترة الأخيرة تزايدت المقترحات المثيرة للجدل بشأن مستقبل...

ترامب يغازل بوتين والتحضير لقمة ثنائية.. ما سر التقارب المتزايد؟

في ولايته الثانية التي بدأت في يناير 2025، شهدت السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولًا ملحوظًا تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فبعد فترة من التوترات بين البلدين، أبدى ترامب رغبة واضحة في تحسين العلاقات مع موسكو، مع التركيز على إنهاء الصراع في أوكرانيا، فضلاً عن انتقادات “حرب النجوم” ثم التصريحات الدافئة، حتى الحديث عن التحضير لقمة تجمع الرئيسين.

تصريحات دافئة

وفي مقابلة مع قناة “نيوزماكس”، صرّح ترامب بأنه يعتزم لقاء بوتين “قريبًا جدًا” لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرًا أن القرار النهائي بيد الرئيس الروسي.

وأضاف: “أعلم أنه يريد أن نلتقي وسيكون اللقاء قريبًا جدًا. كنت أود فعل هذا في وقت أقرب.. لكن يجب أن أتسلم الرئاسة لإنجاز بعض الأمور”.

من جانبه، أعرب بوتين عن استعداده للقاء ترامب، مؤكدًا على ضرورة التحضير الجيد لضمان نتائج ملموسة. وقال بوتين: “سأكون سعيدًا بلقاء الرئيس الأمريكي ترامب، فالرغبة في عقد مثل هذا الاجتماع متبادلة… لكني أكرر مرة أخرى، يجب الاستعداد لهذا اللقاء حتى تكون هناك نتيجة”.

ومنذ ذلك، يتداول عن التحضير لقمة تجمع بين ترامب وبوتين، وخاصة بعد قمة الرياض في 19 من الشهر الجاري، حيث تحدث عنه الرئيس الروسي ونظيره الأميركي، إذ أكد في حديث للصحافيين أنه قد يلتقي مع الرئيس الروسي “قريبًا جدًا” لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ترامب يغازل بوتين

كذلك كرر الرئيس الأميركي أكثر من مرة استعداده للقاء بوتين “في أي وقت عندما يريد هو”، كما وصفه بأنه “ذكي جدًا”، واعتبر أنه “لم يكن يحترم” الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

في أعاد وصف سيد الكرملين أمس الأربعاء بأنه رجل “ذكي للغاية”!

كما ظهر توافق بين موسكو وواشنطن على رؤية الحل للحرب الأوكرانية، على لسان المسؤولين من البلدين، حيث وصفوا لقاء الرياض بأنه كان إيجابيًا وشمل جميع القضايا، وتم التوافق أيضًا بعد اللقاء على تعيين فريق تفاوضي رفيع المستوى لبدء العمل على مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي 25 من الشهر الجاري، تبنى مجلس الأمن مشروع قرار أميركي حول أوكرانيا أكد على الحاجة إلى حل سلمي للصراع بما يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.

حرب النجوم

ورغم الخلاف الذي نشب في يناير الماضي بين الدولتين، حينما اتهمت موسكو واشنطن بتعطيل التوازن النووي العالمي وتأجيج التوترات العسكرية في الفضاء، منتقدة الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لبناء درع دفاعية صاروخية جديدة أو ما يسمى “القبة الحديدية”، لكنه لم يؤثر على مسار التقارب.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، انتقدت الخطة حينها، مؤكدة أنها تسعى إلى إضعاف قدرات الردع النووي لكل من روسيا والصين، محذرة من اختلال التوازن النووي وعسكرة الفضاء أو ما سمّته “حرب النجوم”.

ولكن حدد المسؤولون الأميركيون والروس، اليوم الخميس القطب الشمالي كمنطقة محتملة للتعاون الاقتصادي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع، كجزء من الوفاق الأوسع الذي يسعى إليه الرئيس ترامب مع موسكو.

أسباب التقارب

اعتمد ترامب الدبلوماسية والليونة مع روسيا، حتى إنه في بعض الأحيان أعرب بشكل صريح عن إعجابه ببوتين، فضلاً عن تأكيده أكثر من مرة أنه لو كان رئيساً لما اندلعت حرب أوكرانيا، وتعهد بحل الأزمة عند توليه الرئاسة وهو الأمر الذي بدأ تنفيذه منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، الأمر الذي أثار قلق كييف وغضبًا أوروبيًا.

ولكن هذا التقارب الأمريكي- الروسي أثار قلقًا في الأوساط الأوكرانية والأوروبية، حيث تخشى كييف من إمكانية التوصل إلى اتفاقيات تؤثر سلبًا على سيادتها دون مشاركتها في المفاوضات.

وفي هذا السياق، شددت الرئاسة الأوكرانية على رفضها لأي مفاوضات سلام بين بوتين وترامب في غياب كييف وأوروبا.

وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك: “بوتين يريد التفاوض على مصير أوروبا دون أوروبا، يريد التحدث عن أوكرانيا دون أوكرانيا”.

يُعزى هذا التغيير في مواقف ترامب إلى رغبته في تحقيق إنجازات دبلوماسية ملموسة في ولايته الثانية، بالإضافة إلى توجهه نحو تبني سياسات أكثر براغماتية في التعامل مع القضايا الدولية.

ومع ذلك، يبقى مستقبل العلاقات الأمريكية- الروسية وتأثيرها على الأوضاع في أوكرانيا مرهونًا بنتائج اللقاءات المرتقبة بين الزعيمين.