تشهد محافظة إب اليمنية موجة جديدة من الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي، في تصعيد خطير يفاقم الوضع الأمني والإنساني.
وقد أقدمت الجماعة خلال اليومين الماضيين على تنفيذ حملة اعتقالات واسعة، اختطفت خلالها أكثر من 60 شخصًا، بينهم رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، عقيل فاضل، إلى جانب أفراد من عائلته.
وبحسب مصادر محلية، جاءت هذه الاعتقالات في سياق صراع قبلي محتدم في مديرية النادرة، حيث شهدت المنطقة توترات متصاعدة بين أسرة بني فاضل وأهالي عزلة الشرنمة؛ مما دفع الحوثيين للتدخل بأسلوبهم المعتاد القائم على القمع والاعتقال التعسفي، دون السعي لحل النزاع بطرق سلمية.
وفي خطوة صادمة، لم تكتف الميليشيا بحملة الاختطافات، بل أقدمت على نبش قبر أحد المواطنين، يدعى “علي سيف فاضل”، بعد ساعات فقط من دفنه في أرض متنازع عليها، وأعادت جثته إلى ثلاجة الموتى؛ مما أدى إلى تفاقم التوتر بين الأطراف المتنازعة وأسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
حملة قمع واسعة.. مئات المختطفين وتفجير المنازل
لم تقتصر الانتهاكات الحوثية على عمليات الاختطاف في إب، حيث أكدت مصادر محلية، أن الميليشيا شنت حملة قمع واسعة طالت أكثر من 400 مدني، بينهم أطفال وشيوخ، ونقلتهم إلى سجونها في رداع.
وتم احتجاز 360 معتقلًا في سجن إدارة أمن مديريات رداع بمنطقة الكمب، فيما نقل 60 معتقلًا إلى السجن المركزي في المدينة، وسط مخاوف من تعرضهم للتعذيب والتصفية الجسدية.
وبالإضافة إلى ذلك، لجأت الميليشيا إلى سياسة العقاب الجماعي بتفجير المنازل، حيث فجرت ثلاثة منازل تعود لمواطنين من آل الجوبلي المسعودي، بعد أن أحرقت خمسة منازل أخرى، وقامت بتفخيخ ستة منازل إضافية، إلى جانب اقتحام ونهب أكثر من 11 منزلًا، وفقًا لإحصائيات أولية.
جرائم ممنهجة.. انتهاكات مستمرة بحق المدنيين
يأتي هذا التصعيد الحوثي في إطار سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الجماعة بحق المدنيين في اليمن منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عام 2014.
وخلال السنوات الماضية، اتبعت الميليشيا سياسات ممنهجة من الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري، حيث تحتجز الآلاف من الناشطين والصحفيين والمعارضين في سجون سرية وتعرضهم للتعذيب الوحشي.
وتقوم الجماعة كذلك باستخدام العقاب الجماعي، عبر تفجير المنازل ونهب الممتلكات وفرض الحصار على القرى والمدن المتمردة على سلطتها.
تعتيم إعلامي وجرائم بلا شهود
وفي محاولة لطمس جرائمها، أقدمت الميليشيا على قطع شبكات الاتصالات والإنترنت عن قرية الشرنمة والقرى المحيطة، لمنع توثيق الانتهاكات ونشرها على وسائل الإعلام، وتخشى منظمات حقوقية أن يكون هذا التعتيم مقدمة لمجازر جديدة بحق السكان المحليين، خاصة بعد ورود تقارير عن تنفيذ تصفيات جسدية بحق بعض المختطفين.