في ظل فشلها السياسي وسقوطها المدوي في المشهد التونسي، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في تونس، ممثلة بحركة النهضة، الضغط على الدولة التونسية عبر الاستقواء بالخارج، مستخدمة ملف حقوق الإنسان كذريعة لإعادة تموضعها سياسيًا، بعد أن فقدت كل أوراق اللعبة الداخلية.
حملة خارجية للضغط على الدولة التونسية
ومع اقتراب الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أطلقت قيادات الإخوان في الخارج حملة جديدة للضغط على السلطات التونسية للإفراج عن قياداتها المسجونة، وعلى رأسهم راشد الغنوشي.
تلك التحركات، التي تتستر خلف مزاعم “المظلومية السياسية”، ليست إلا محاولة أخرى يائسة لإعادة تسويق الجماعة دوليًا، رغم سجلها الحافل بالفساد والتورط في أعمال إرهابية.
محاولات تشويه صورة تونس دوليًا
ليست هذه المرة الأولى التي تسعى فيها الجماعة إلى تحريض القوى الدولية ضد تونس وتشويه صورتها، فلطالما لجأت حركة النهضة إلى مخاطبة الجهات الخارجية، بدلًا من الاحتكام إلى الإرادة الشعبية.
في السابق، طالب القيادي المستقيل من الحركة، رضوان المصمودي، الولايات المتحدة بالتدخل ووقف المساعدات الإنسانية واللقاحات الموجهة لتونس، وهو ما يعكس استراتيجية الإخوان في محاولة إضعاف الدولة التونسية عبر الضغط الاقتصادي والسياسي.
كما سعت قيادات أخرى، مثل صهر الغنوشي، رفيق عبد السلام، إلى تشويه سمعة تونس عبر منصات دولية، في محاولة مستمرة لخلق أزمة داخلية.
استراتيجية الاستقواء بالخارج ليست جديدة على الإخوان، بل تعود إلى ما قبل 2011، حينما كانت الجماعة تلجأ إلى السفارات الأجنبية لتحريضها ضد الدولة التونسية.
وبعد 25 يوليو 2021، عندما فقدت الجماعة سلطتها، كثفت تحركاتها الخارجية لمحاولة فرض أجندتها من خلال الضغط الدولي.
لكن هذه المحاولات، محكوم عليها بالفشل، فحركة النهضة أصبحت كيانًا ضعيفًا لا قاعدة شعبية له، بعدما انكشفت جرائمه في تسفير الإرهابيين وتبييض الأموال والفساد.
ورغم كل محاولاتها لاستخدام المنظمات الدولية كورقة ضغط على الدولة التونسية، يبدو أن حركة النهضة غير قادرة على استعادة نفوذها.
فالإخوان اليوم يعيشون عزلة داخلية وخارجية، في ظل انكشاف حقيقتهم أمام الشعب التونسي، الذي رفضهم وأسقط مشروعهم.
وقد أكد المحلل السياسي التونسي حازم القصوري، أن محاولات الإخوان المتكررة لاستجداء التدخلات الخارجية والضغط على الدولة التونسية لن تجدي نفعًا، في ظل فقدانهم لأي حاضنة شعبية أو سياسية داخل البلاد.
وأضاف القصوري – في تصريحات خاصة لملفات عربية-: أن حركة النهضة تعيش اليوم أسوأ مراحلها، بعد أن فشلت في تقديم أي مشروع وطني، وانكشفت حقيقتها كتنظيم يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب الدولة، واستراتيجية الاستقواء بالخارج هي محاولة يائسة لإعادة النفوذ المفقود، لكنها لن تؤثر على القرارات السيادية للدولة التونسية، التي أصبحت أكثر صرامة في مواجهة التنظيمات المتطرفة.