في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل غرة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن خطته لإعادة إعمار قطاع غزة التي وصفها بالـ”ناجحة”، لكنه لن يفرضها، ولكنه سيكتفي بتقديم التوصيات، وذلك تزامنًا مع القمة العربية المصغرة التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض اليوم.
ترامب لن يفرض خطته لغزة
وأضاف ترامب في مقابلة مع راديو فوكس نيوز: “الخطة ناجحة حقًا، لكنني لن أفرضها. سأجلس وأوصي بها، وبعد ذلك ستصبح الولايات المتحدة مسؤولة عن الموقع”.
وقال ترامب إنه تفاجأ من رفض الأردن ومصر لخطة إعادة الإعمار، رغم المساعدات الأمريكية التي تتلقاها الدولتان، مضيفًا: “نحن ندفع مليارات الدولارات سنويًا للأردن ومصر. وقد تفاجأت قليلًا لأنهما لم يقبلا خطتي”.
الخطة بدون حماس
وأكد الرئيس الأمريكي أن خطته لا تشمل حماس، لافتًا إلى أن الهدف هو تطوير القطاع وإعادة بنائه بالكامل: “لن يكون هناك حماس، وسيتم تطوير غزة، ثم نبدأ من جديد بمكان نظيف”.
وتابع أن سكان غزة قد يفضلون العيش في بيئة متطورة ومستقرة، قائلًا: “إذا خُيّر سكان غزة بين هذا الخيار والعيش في مجتمع جميل، أعتقد أنني أعرف أي خيار سيتخذونه”.
شراء غزة
وكان سيد البيت الأبيض أعلن قبل أيام أنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها، مشيرًا إلى أنه قد يعطي أجزاء من القطاع الساحلي لدول أخرى في الشرق الأوسط للمساعدة في جهود إعادة الإعمار، من دون أن يحدد ما هي تلك الدول التي قصدها.
ولكنه سرعان ما تراجع لاحقًا عن مسألة الشراء هذه، مبقيًا على فكرة إفراغ القطاع الفلسطيني.
كما زعم أنه سيُحوّل غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية.
وسبق أن أثار مقترحه المفاجئ انتقادات دولية وعربية، إذ أكدت الدول العربية كافة تمسكها بحق العودة ورفض التهجير، كذلك فعلت الدول الغربية والحليفة لواشنطن، مؤكدة تمسكها بحل الدولتين.
خاصة أن تهجير سكان غزة يُشكل انتهاكًا للقوانين الإنسانية والدولية، وخرقًا فاضحًا لقرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين، فيما أيده بطبيعة الحال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شدد على أن فكرة ترامب جيدة وغير مسبوقة بل تقدم حلًا معقولًا.
وقد حاول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الخميس، تدارك الوضع قائلًا إن خطة الرئيس دونالد ترامب لغزة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وإن الحديث عن مستقبل غزة يتحول نحو كيفية إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين.
واقترح ترامب في الرابع من فبراير أن تُسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى منها مصر والأردن، وهو اقتراح أثار رفضًا دوليًا، ويتكوف قال خلال حديثه في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بميامي استضافته منظمة غير ربحية مرتبطة بصندوق الثروة السيادي السعودي إن تعليقات ترامب بشأن غزة تعلقت بشكل أكبر بتجربة حلول مختلفة عن تلك المقترحة على مدى السنوات الخمسين الماضية.