ذات صلة

جمع

واشنطن وكييف على أعتاب اتفاق تاريخي حول المعادن النادرة.. شراكة استراتيجية أم ورقة تفاوضية؟

حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى...

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني...

الرياض تحتضن قمة الحسم.. خطة عربية لمواجهة “تهجير غزة” وإعادة الإعمار

يجتمع قادة دول الخليج ومصر والأردن غدًا في العاصمة...

هل يستغل “داعش” إغلاق وكالة المساعدات الأمريكية؟

يثير قرار إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جدلاً واسعًا حول تداعياته، خاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب.


ومع توقف المساعدات المقدمة للمناطق الهشة، يحذر خبراء من أن تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى قد يجدون في ذلك فرصة لتعزيز نفوذهم واستقطاب المزيد من المجندين، مستغلين تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.

قرار الإغلاق.. دوافع سياسية أم مكافحة للهدر؟

وقد جاء قرار إغلاق الوكالة في إطار توجهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كلفت وزارة كفاءة الحكومة، بقيادة إيلون ماسك، بمراجعة المؤسسات الفيدرالية والقضاء على ما وصفته بالهدر والفساد المالي.


ووفقًا لورقة حقائق أصدرها البيت الأبيض، فإن الوكالة كانت “غير مسؤولة أمام دافعي الضرائب لعقود”، واتهمت بتحويل مبالغ ضخمة لمشاريع غير فعالة، بل وربطها بجهات مشبوهة.

لكن تداعيات القرار لم تقتصر على الجدل السياسي، إذ حذر خبراء من أن إغلاق الوكالة قد يكون بمثابة هدية مجانية للجماعات الإرهابية، التي طالما استغلت الأوضاع الاقتصادية المتردية والفقر المدقع كأدوات أساسية للتجنيد ونشر التطرف.

كيف قد يستفيد “داعش”؟

بحسب ريتشارد بيتس، أستاذ في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام، فإن إنهاء برامج الصحة والغذاء والتنمية في المناطق المضطربة سيفاقم الأوضاع الإنسانية، ما قد يغذي مشاعر الغضب والعداء تجاه الولايات المتحدة، وهو ما ستستغله الجماعات الإرهابية في دعاياتها.


وأوضح، أن الفجوة التي ستتركها المساعدات الأمريكية ستدفع الشباب، المحبطين من انعدام الفرص، إلى اللجوء لتنظيمات مثل “داعش” بحثاً عن الاستقرار أو حتى لقمة العيش.

أما جيمس فورست، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة ماساتشوستس لويل، فقد شدد على أهمية التعاون الاستخباراتي في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة كانت تعتمد جزئيًا على السكان المحليين في مشاركة المعلومات حول الجماعات المتطرفة.


ولكن مع تفاقم المعاناة الإنسانية بسبب غياب المساعدات، قد تتضاءل هذه الشراكة، ما يسهل للجماعات الإرهابية تنفيذ عملياتها دون رادع.

قرار قصير النظر.. وتداعيات كارثية

كولن كلارك، مدير أبحاث الإرهاب في مركز صوفان البحثي، وصف إغلاق الوكالة بأنه “قرار قصير النظر”، مؤكداً أنه سيؤدي إلى تفاقم المظالم التي يستغلها الإرهابيون للتجنيد.


وأوضح، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم تكن مجرد جهة مانحة، بل لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم التنمية الاقتصادية في الدول الهشة والمناطق التي تعاني من النزاعات.


ومع غياب هذا الدعم، فإن الفوضى والفقر سيخلقان بيئة خصبة للجماعات الإرهابية لاستقطاب المزيد من المجندين.


كما أشار خبراء، أن الفقر والبطالة والافتقار إلى العدالة والمساءلة، التي تتفاقم بسبب نقص المساعدات، تشكل عوامل رئيسية تدفع الأفراد نحو التطرف.


ومع انسحاب الولايات المتحدة من المشهد التنموي في العديد من الدول، من المرجح أن تملأ الجماعات الإرهابية هذا الفراغ، سواء من خلال توفير دعم مالي وعيني للسكان المحليين، أو عبر تقديم نفسها كبديل للنظم الحكومية الضعيفة.

المناطق الأكثر تضررًا من قرار إغلاق الوكالة تشمل دولاً في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تنشط جماعات مثل “داعش” و”القاعدة” في ظل بيئات تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.


ووفقاً لتقديرات أمنية، فإن تقليص المساعدات قد يؤدي إلى تزايد الهجمات الإرهابية وتصاعد حدة التطرف، خاصة في المناطق التي تشهد اضطرابات ونزاعات مسلحة.

spot_img