ذات صلة

جمع

الحوثيون يواصلون نهب الرواتب.. سنوات من الإفقار والفساد بلا محاسبة

في خطوة تعكس النهج المستمر لميليشيا الحوثي في السطو...

واشنطن وكييف على أعتاب اتفاق تاريخي حول المعادن النادرة.. شراكة استراتيجية أم ورقة تفاوضية؟

حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى...

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني...

التحالف المتداعي.. هل يشهد الحوثيون انفصالًا عن الحرس الثوري الإيراني؟

في السنوات الأخيرة، برزت علامات توتر بين جماعة الحوثيين في اليمن والحرس الثوري الإيراني، الذي كان يُعتبر حليفًا استراتيجيًا رئيسيًا للجماعة، وهذه التوترات تعكس تحولات عميقة في طبيعة التحالف بين الطرفين، والتي قد تؤدي إلى انفصال جزئي أو كلي في المستقبل.

هل تبرأت إيران من الحوثي؟

اليوم الثلاثاء، جددت إيران، نفيها إرسال أسلحة للمليشيات الحوثية، واصفة الأنباء التي تشير إلى تورطها في دعم المليشيات في اليمن بأنها “مزعومة”، ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، إسماعيل بقائي، ما وصفها بأنها “مزاعم” وسائل إعلام حول قيام إيران بإرسال شحنة عسكرية إلى اليمن.

وفند بقائي، تقارير إعلامية حول ضبط شحنة عسكرية إيرانية الصنع كانت متجهة إلى اليمن ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة واعتبرها بانها تصب في إطار ايجاد أجواء سلبية ومثيرة للفتنة ضد بلاده، في الوقت الذي يزور فيه مسؤولون أميركيون المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إن بلاده ليس لها أي تواجد عسكري في اليمن، وأن الأسلحة الموجودة في اليمن ليس لها أي صلة بالجمهورية الإسلامية، حسب زعمه.

ومن ناحيته، قال وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني: إنه لا توجد رؤية للسلام في اليمن ومازال هناك دعم من إيران لجماعة الحوثي .

وقال الزنداني لصحيفة “ذا ناشيونال”: إن إيران تحتفظ بقبضتها على اليمن ولن تتخلى عنها بسهولة، مشيرًا أن الحوثيين استفادوا من الاستخبارات والمعرفة والتدريب الإيراني للحفاظ على السلطة في شمال البلاد، حيث يتمركز معظم السكان.

وقال الزنداني: إن اليمن ما يزال في حالة حرب. رغم تنفيذ اتفاق الهدنة في أبريل/نيسان 2022، والذي انتهى في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

تصاعد الخلافات حول القيادة والسيطرة

أحد الأسباب الرئيسية للأزمة هو الخلاف حول القيادة والسيطرة في العمليات العسكرية. الحوثيون، الذين اكتسبوا خبرة عسكرية كبيرة خلال سنوات الحرب في اليمن، أصبحوا أقل استعدادًا لقبول التوجيهات المباشرة من الحرس الثوري.

وهذا التصاعد في الاستقلالية العسكرية للحوثيين أدى إلى احتكاكات مع القادة الإيرانيين، الذين اعتادوا على توجيه العمليات من بعيد.

وبينما تسعى إيران إلى استخدام الحوثيين كأداة لتعزيز نفوذها الإقليمي ومواجهة خصومها مثل السعودية والولايات المتحدة، فإن الحوثيين يركزون بشكل أكبر على تحقيق أهدافهم المحلية، مثل السيطرة على اليمن وتعزيز وجودهم السياسي والعسكري فيه. هذا التباين في الأولويات أدى إلى توترات متزايدة، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية على إيران.

كما أن الحوثيون، الذين أصبحوا قوة سياسية وعسكرية رئيسية في اليمن، يسعون إلى تعزيز نفوذهم بشكل مستقل عن إيران. هذا التنافس على النفوذ داخل اليمن وخارجه، خاصة في مناطق مثل البحر الأحمر، أدى إلى احتكاكات مع الحرس الثوري، الذي يرى في الحوثيين أداة وليس شريكاً متساوياً.

هل ستنتهي الأزمة بتحولات جذرية في التحالف؟

مع تصاعد التوترات، يطرح السؤال حول ما إذا كانت هذه الأزمة ستؤدي إلى تحولات جذرية في التحالف بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني.

ومع تزايد التباين في المصالح، قد يضطر الحوثيون إلى البحث عن حلفاء جدد لتعويض الدعم الذي كانوا يتلقونه من إيران. هذا قد يشمل تقاربًا مع قوى إقليمية أخرى أو حتى محاولات لتحسين العلاقات مع دول خليجية مثل السعودية، خاصة في ظل الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن.

تغييرات استراتيجية في المنطقة

وفي حال انفصال الحوثيين عن الحرس الثوري قد يؤدي إلى تغييرات استراتيجية كبيرة في المنطقة. فقد تفقد إيران واحدة من أهم أدواتها النفوذية في المنطقة العربية، مما قد يضعف قدرتها على مواجهة خصومها.

من ناحية أخرى، قد يؤدي هذا الانفصال إلى تحولات في التحالفات الإقليمية، حيث قد تسعى دول مثل السعودية والإمارات إلى استغلال الفرصة لتعزيز نفوذها في اليمن.

وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن مستقبل التحالف بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني يواجه اختبارًا وجوديًا.

الضغوط الاقتصادية والسياسية

فيما تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية وسياسية متزايدة بسبب العقوبات الدولية؛ مما قد يحد من قدرتها على تقديم الدعم المالي والعسكري للحوثيين. هذا قد يدفع الحوثيين إلى اعتماد استراتيجيات أكثر استقلالية.

أما التغيرات في المشهد الإقليمي، مثل التقارب بين السعودية وإيران في إطار مفاوضات سياسية، قد تؤثر أيضًا على علاقة الحوثيين بالحرس الثوري. إذا تحسنت العلاقات بين طهران والرياض، فقد تفقد إيران الحاجة إلى استخدام الحوثيين كأداة ضغط.

مستقبل الحوثيين في اليمن

وفي النهاية، قد يضطر الحوثيون إلى إعادة تقييم تحالفاتهم لضمان بقائهم كقوة رئيسية في اليمن. هذا قد يعني تقارباً مع قوى محلية أو إقليمية أخرى، أو حتى محاولات لتحسين علاقاتهم مع المجتمع الدولي.

لذا فأن التحالف بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني، الذي كان يُعتبر أحد أقوى التحالفات الإقليمية، يواجه الآن تحديات وجودية.

مع تصاعد التوترات وتباين المصالح، قد نشهد تحولات جذرية في طبيعة هذا التحالف؛ مما قد يؤدي إلى انفصال جزئي أو كلي بين الطرفين.

هذه التطورات ستكون لها تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والعسكري في اليمن والمنطقة ككل.

spot_img